كشفت دراسة سعودية، أن 57% من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعية، يحتاجون إلى تثقيف بشأن الأنظمة التي تحكم الإعلام الرقمي، وأوصت الدراسة بتنفيذ حملة إعلامية مشتركة بين الجهات المختصة في المملكة لتكثيف التوعية بخطورة الجرائم المعلوماتية، وتأثير شبكات التواصل الاجتماعي، وأضرارها على الفرد، والمجتمع، حيث طُبقت الدراسة بعنوان «العلاقة بين استخدام شبكات التواصل الاجتماعي ومستوى الوعي بأنظمة النشر الإلكتروني وأخلاقياته» على عينة عشوائية طبقية من الشباب الجامعي في مدينة الرياض من الذكور والإناث، وأكدت أن 47.5% من أفراد عيِّنتها يتناقلون الأحاديث، والقصص، والأخبار دون تثبت منها. وبيَّنت الدراسة، التي أعدها الإعلامي محرر الأخبار السياسية، والمحلية في التليفزيون السعودي عبدالمجيد آل مبارك، لاستكمال متطلبات الحصول على درجة الماجستير في الصحافة والنشر الإلكتروني من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، أن الشبان الجامعيين، الذين طبقت عليهم الدراسة، غالباً ما يتابعون شبكات التواصل الاجتماعي بمتوسط حسابي «3.96 من 5»، موضحاً أنه استخدم في دراسته المنهج الوصفي المسحي، والاستبانة كأداة للدراسة بهدف التعرُّف على معدل استخدام شبكات التواصل الاجتماعي من قِبل الشباب الجامعي، وأنسب فترات متابعتهم لها، ومدى مساهمة مشاركاتهم في متابعة الأحداث التي تهم الرأي العام، إضافة إلى التعرف على أنظمة النشر الإلكتروني، التي تحكم شبكات التواصل الاجتماعي في السعودية، ومدى وعي الشباب الجامعي بها، وأهم أخلاقيات شبكات التواصل الاجتماعي، ومدى التزام الشباب الجامعي بها. وبيَّن أن نتائج الدراسة أظهرت أن أكثر شبكات التواصل الاجتماعي التي يستخدمها الشباب الجامعي في مدينة الرياض هي «يوتيوب، إنستجرام، تويتر»، وأدانها استخداماً هي «فيسبوك، لينكد إن»، وأن 57.6% من إجمالي أفراد عينة الدراسة يتفاعلون مع شبكات التواصل الاجتماعي «بدرجة متوسطة». مشيراً إلى أن الشباب الجامعي في مدينة الرياض يدركون أنظمة النشر الإلكتروني، التي تحكم مواقع التواصل الاجتماعي، بمتوسط حسابي «3.42 من 5»، كما أنهم موافقون على مساهمتهم في متابعة الأحداث، وتشكيل الرأي العام في شبكات التواصل الاجتماعي بمتوسط حسابي «4.09 من 5». ولفت آل مبارك إلى أن 47.7% من عينة الدراسة بيَّنوا أنهم يدركون أن نشر الفضائح، والشائعات، التي تضر المجتمع في شبكات التواصل الاجتماعي أمر خطير على استقرار المجتمع، و40% يعلمون خطورة تسريب الخطابات السرية للجهات الحكومية، والخاصة على شبكات التواصل الاجتماعي على الأمن الوطني، بما في ذلك المساهمة في تداولها، ونشرها، لأنها جريمة يعاقب عليها نظام عقوبات نشر الوثائق والمعلومات السرية وإفشائها، الصادر بقرار مجلس الوزراء رقم 141 وتاريخ 7/ 5/ 1432ه، الذي يحظر إخراج الوثائق السرية من الجهات الحكومية والأجهزة ذات الشخصية المعنوية العامة، أو تبادلها مع الغير بأي وسيلة كانت، أو الاحتفاظ بها. كما كشفت الدراسة التزام الشباب الجامعي في مدينة الرياض دائماً بأخلاقيات استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، بمتوسط حسابي «4.31 من 5»، حيث جاءت الأخلاقيات المرتبطة بالجانب الديني في المرتبة الأولى بمتوسط حسابي «4.46 من 5»، بينما جاءت الأخلاقيات المرتبطة بالجانب السياسي في المرتبة الأخيرة بين أخلاقيات استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بمتوسط حسابي «4.22 من 5». وأظهرت الدراسة وجود علاقة طردية إيجابية ذات دلالة إحصائية بين درجة متابعة الشباب الجامعي شبكات التواصل الاجتماعي، والوعي بأنظمة النشر الإلكتروني. كما أكدت على وجود علاقة طردية إيجابية ذات دلالة إحصائية بين درجة متابعة الشباب الجامعي شبكات التواصل الاجتماعي وكل من «المتوسط الحسابي العام لأخلاقيات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، الأخلاقيات المرتبطة بالجانب الثقافي، الأخلاقيات المرتبطة بالجانب الرقابي»، بينما أوضحت وجود علاقة غير دالة إحصائياً بين درجة متابعة الشباب الجامعي شبكات التواصل الاجتماعي وكل من «الأخلاقيات المرتبطة بالجانب الديني، الأخلاقيات المرتبطة بالجانب السياسي». وأوصى الإعلامي آل مبارك في دراسته بتفعيل دور الجامعات السعودية فيما يخص تعزيز الأخلاقيات للاستخدام الأمثل لشبكات التوصل الاجتماعي لدى الطلاب، والطالبات، وذلك بتنفيذ برامج، وإضافة مقررات تساهم في رفع مستوى هذه الأخلاقيات. كما دعا إلى ضرورة مشاركة الأسرة الأبناء في بيان أهمية استخدام الإنترنت، وتحديد إيجابياته، وسلبياته، لتحصين المستخدمين ضد المؤثرات، والثقافات المخالفة لتعاليم الدين الإسلامي، والعادات، والتقاليد العربية.