شدد عضو مجلس الشورى، الدكتور عبدالله العسكر، على أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز محب للقراءة والاطلاع واقتناء الكتب حتى اليوم، على الرغم من مشاغله، موضحاً أنه من أكثر الملوك في العالم المعاصر حباً للثقافة والتصاقاً بالمثقفين. وأشار العسكر خلال محاضرة بعنوان «البعد الثقافي في حياة الملك سلمان»، ألقاها مساء أمس الأول في نادي الأحساء الأدبي، إلى أن الملك سلمان كان يدعو المثقفين، سعوديين وغير سعوديين، ويحتفي بهم، ويحاورهم فيما يطرحون، ويناقشهم فيما يكتبون، مبيناً أنه قريب من عالم المفكرين والمثقفين والإعلاميين، ولديه شغف بالصحافة، ويراجع مجلة دارة الملك عبدالعزيز، موجهاً لكل صغيرة وكبيرة في المجلة المحكمة. وذكر أن للملك سلمان مع الثقافة جانبين: الأول تاريخي والآخر معرفي متشعب، ويهتم بجوانب ثقافية مثل التاريخ العام والتاريخ السعودي والأنساب العربية وبالأخص أنساب القبائل في جزيرة العرب، وأنساب سكان الحواضر في السعودية، والبلدانيات في المملكة وبالأخص نجد، وأيضاً علم الرجال وبالأخص أشراف الناس في مناطق المملكة، كما أنه على اطلاع واسع على المجلات الثقافية منذ مراحل شبابه، كما أنه شغوف بالكتب حتى تكونت لديه مكتبة تعد من أكبر المكتبات الخاصة في المملكة ومن أكثرها غنى بكل ما هو نادر ومفيد في مختلف المعارف الإنسانية. وكان العسكر قد استهل المحاضرة، التي أدارها رئيس لجنة المحامين في غرفة الأحساء، بالحديث عن الثقافة، التي قال إنها صقل النفس والمنطق، وهي دلالة للرقي الفكري والأدبي والاجتماعي وهي التراث الفكري الذي تتميز به جميع الأمم، قبل أن يعرج على الحديث عن الملك سلمان، لافتاً إلى أنه تلقى تعليمه الأساسي في مدرسة الأمراء بالرياض؛ حيث درس العلوم الدينية واللغوية ومقررات في العلوم الحديثة، وختم القرآن الكريم كاملاً. وتابع قائلاً: لم تكن القراءة عند الملك سلمان للمتعة أو التزود المعرفي الآني فقط، بل هي تشكل برنامجاً دائماً مفتوحاً على مختلف حقول المعرفة، كما اهتم بالتراث العربي والإسلامي، وكان يردد جملة «إن تاريخ الوطن هو تاريخ الجميع، وإن تاريخ المملكة هو مقدمة ضرورية لتاريخ الوطن العربي؛ لأن المملكة هي موئل العرب وأصل العرب وأرض هجرات العرب». وبين أن هناك تشابهاً بين الملك المؤسس وابنه الملك سلمان، وذلك يتجلى في وجوه كثيرة، منها يقظة الوازع الديني وحدة الذكاء وسرعة البديهة وحسن التصرف والحزم والشدة حين يتطلب ذلك، أو التسامح واللين حين يكون ذلك هو الأصوب، والحلم والعفو، والقدرة والمهارة على التعامل مع المتغيرات الطارئة، واختيار أفضل الحلول والرؤى في سبيل المصلحة وما ينفع الوطن. وتطرق إلى ما قدمه الملك سلمان في حقول العلم والمعرفة، مشيراً إلى أنه أطلق اسمه على عدد من الكراسي البحثية التي تعنى بالتاريخ والحضارة في عدد من الجامعات السعودية، ورئاسته الفخرية للجمعية السعودية التاريخية، ودعمه لجمعية التاريخ والآثار، والجمعية الجغرافية، وتبنيه جائزة ومنحة الملك سلمان للدراسات الجغرافية. وأضاف أن للملك سلمان وقفات تاريخية ذات بعد ثقافي في المحيط العربي منها قيمة الوحدة السياسية السعودية، مشيراً إلى أنه اقترح إنشاء قصر تراثي ثقافي يحاكي نمط العمارة النجدية التقليدية، وتمثل هذا في قصر طويق الثقافي والتراثي، وأسس ويرأس مجلس إدارة مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، وواحة الملك سلمان للعلوم، ومركز الملك سلمان الاجتماعي، وجائزة الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، وكرسي الملك سلمان للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية، وكرسي الملك سلمان لدراسات تاريخ مكةالمكرمة، وكرسي الملك سلمان لإعداد المحتسب. وقال إن المتخصصين يجمعون على أن الملك سلمان واسع الثقافة، ممتد المعرفة، عميق الحكمة، قارئ من الطراز الأول، تسمعه في حواره مع العلماء المختصين ضليعاً مع تقديره لتخصصهم. وفي ختام المحاضرة، تسلم العسكر درع النادي التذكارية من وكيل محافظة الأحساء، خالد البراك، وبحضور رئيس النادي، الدكتور ظافر الشهري.