أكد عضو مجلس الشورى رئيس قسم التاريخ بجامعة الملك سعود بالرياض الدكتور عبدالله العسكر، تطلع المثقفين لإطلاق مشروع ثقافي يحمل مسمى "مشروع الملك سلمان الثقافي"، باعتبار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –يحفظه الله- مثقفا، محبا للثقافة، ولم يستبعد العسكر تبني وزارة الثقافة والإعلام في المملكة تنفيذ المشروع على أرض الواقع، موضحا أن هذه إرهاصات تدور في جهات الاختصاص. وأبان العسكر في محاضرته "البعد الثقافي في حياة الملك سلمان" مساء أول من أمس في نادي الأحساء الأدبي أن المكتبة المنزلية للملك سلمان، خير شاهد على اهتمامه بالجانب الثقافي، إذ تحتوي على ما يزيد على 60 ألف مجلد تغطي 18 ألف عنوان متنوع يشمل مختلف حقول المعرفة وميادين الثقافة، وهي أكبر مكتبة خاصة يملكها ملك في العصر الحديث، ومن أكثر المكتبات الخاصة في المملكة غنى بكل ما هو نادر ومفيد في مختلف المعارف الإنسانية، وهي مفهرسة حسب نظام "ديوي"، ويقوم عليها متخصصون يقدمون له ما يحتاج من خدمات مكتبية أو بحثية، وكان على اطلاع واسع على المجلات الثقافية منذ سن الشباب، وشغفه بفرع من فروع الثقافة وهو التاريخ يفوق سائر الفروع، خاصة التاريخ السعودي والأنساب وأنساب القبائل في جزيرة العرب، وأنساب سكان الحواضر في السعودية. كما لفت العسكر إلى أن القراءة عند الملك سلمان ليست للمتعة أو التزود المعرفي الآني فقط، بل تشكل برنامجاً دائماً مفتوحاً على مختلف حقول المعرفة، إلى جانب أنه اهتم بالتراث العربي والإسلامي، مضيفاً أن للملك سلمان وقفات تاريخية ذات بعد ثقافي في المحيط العربي منها قيمة الوحدة السياسية السعودية، مشيراً إلى أن الملك سلمان اقترح إنشاء قصر تراثي ثقافي يحاكي نمط العمارة النجدية التقليدية، وتمثل هذا في قصر طويق الثقافي والتراثي، وأسس ويرأس مجلس إدارة مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، وواحة الملك سلمان للعلوم، ومركز الملك سلمان الاجتماعي، وجائزة الملك سلمان لأبحاث الإعاقة وكرسي الملك سلمان للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية، وكرسي الملك سلمان لدراسات تاريخ مكةالمكرمة، وكرسي الملك سلمان لإعداد المحتسب. وأكد العسكر في المحاضرة التي أدارها رئيس لجنة المحامين بغرفة الأحساء التجارية الدكتور يوسف الجبر أن رصداً ببليوجرافيا عما كتب عن الملك سلمان بلغ 1148 مادة علمية وثقافية تغطي حقبة زمنية حتى عام 2011،لافتا إلى أنه محب للقراءة والاطلاع واقتناء الكتب حتى اليوم على الرغم من مشاغله، كما أنه من أكثر الملوك في العالم المعاصر حباً للثقافة والتصاقاً بالمثقفين سعوديين وغير سعوديين، فكان يدعوهم ويحتفي بهم ويحاورهم فيما يطرحون ويناقشهم فيما يكتبون، ولديه شغف بالصحافة ودقته المهنية العالية فيها، ويراجع مجلة دارة الملك عبدالعزيز حرفاً حرفاً موجهاً لكل صغيرة وكبيرة، وهي مجلة محكمة مختصة بأبحاث تاريخية وفروع عديدة في العلوم الإنسانية والاجتماعية. وأشار العسكر إلى أنه ما كان لدارة الملك عبدالعزيز أن تحقق ما وصلت إليه من دون دعم وحرص الملك سلمان، الذي يتولى مسؤوليتها ويوليها قدراً كبيراً من اهتمامه، وسجلت إنجازات في مجال جمع وتصنيف وحفظ أربعة ملايين وثيقة، وثلاثة آلاف مخطوطة محلية، وخمسة آلاف تسجيل شفهي، وعدد من الاتفاقات العلمية الثنائية مع المراكز البحثية المماثلة، وعدد من العضويات مع الجمعيات العربية والعالمية ذات الصلة ما جعلها محل ثقة في الأوساط العلمية داخل المملكة وخارجها. وأضاف العسكر: "أنا شخصياً هاتفني الملك سلمان مرات كثيرة مصححاً ومبيناً بعض الإشكالات التي تظهر في مقالاتي، وفي مرة طلب حضوري إلى مكتبه في إمارة الرياض، وجلست معه ساعة من المناقشات وتبادل الرؤى وكانت ساعة ماتعة تدل على حصافته وبعد نظره، وتدل على علمية متجذرة ومنهج قويم". وتحدث العسكر عن إطلاق اسم الملك سلمان على عدد من الكراسي البحثية التي تعنى بالتاريخ والحضارة في عدد من الجامعات السعودية، ورئاسته الفخرية للجمعية السعودية التاريخية، ودعمه لجمعية التاريخ والآثار، والجمعية الجغرافية، وتبنيه جائزة ومنحة الملك سلمان للدراسات الجغرافية.