وقعت اشتباكات بين شباب العاصمة الإيرانية طهران وقوات الأمن في منطقة «طهران بارس» وشارع رودكي، ليل الثلاثاء، وذلك بمناسبة احتفال الإيرانيين بنهاية السنة الإيرانية. وأكدت المعارضة الإيرانية في بيان أرسل إلى «الشرق» نسخة منه أمس أن شباب طهران واجهوا القوات الأمنية بقنابل يدوية الصنع وقنابل صوتية (مفرقعات تجهز لهذه المناسبة) وأن اشتباكات عنيفة جرت مع قوات القمع الإيرانية. وأوضح البيان أن أصوات الانفجارات كانت تسمع في كل بازار طهران مصحوبة بالدخان وفي الشوارع المنتهية إلى البازار. وأفاد البيان أن النظام نشر قوات الأمن الداخلي وراكبي الدراجات وعناصر الجيش في بعض المواقع إلا أنه لم يتمكن من التصدي للشباب. وقال عضو لجنة الشؤون الخارجية في المعارضة الإيرانية موسى أفشار ل «الشرق»: إن سلطات القمع حاولت التصدي لهذه الاحتفالات لكن الشباب كانوا أكثر صلابة وأقاموا احتفالاتهم في شوارع طهران وعديد من المدن، وأحرقوا صور الخميني وخامنئي رغم تجنيد السلطات لآلاف من عناصر الأجهزة القمعية لمنع الاحتفالات، وأوضح أفشار أن هذه المناسبة الاجتماعية غالبا ما تتحول إلى مظاهرات ضد نظام حكم الملالي في طهران، ولهذا تفرض السلطات القمعية حظرا عليها وتواجهها بشدة وتتخذ تدابير عسكرية وأمنية مشددة في مختلف مناطق البلاد خاصة العاصمة طهران، وأشار أفشار إلى أن هذا تقليد إيراني يرجع إلى آلاف السنين يحتفل فيه الإيرنيون بإشعال النيران في الساحات العامة ويطلق عليه عيد «النوروز»، وهي تعبر عن حالة من التحرر، وبالتالي الحرية أو الانعتاق من الحياة اليومية المتكررة، وأكد أفشار أن الإيرانيين بدأوا منذ عام 2009 بإضافة صورة الخميني وخامنئي إلى الأخشاب التي يضرمون النار فيها. وأكد أن الاحتفالات هذه حدثت في مدينة مهاباد الكردية وأن السلطات القمعية اعتقلت العشرات في هذه المدينة، وأشار إلى أن السلطة اضطرت إلى إنزال القوات الأمنية الخاصة. وأشار البيان إلى أن شوارع مدن أرومية وأصفهان ومشهد وزنجان وخاصة وسطها وشوارع سعدي الشمالية والجنوبية ودروازه رشت وطريق همايون وسبزه ميدان وبلوار جمران وصفا تحولت إلى مشهد حربي حيث كانت تسمع دوي أصوات الرمانات اليدوية الصنع والمفرقعات بشكل مستمر. وحسب التقارير الواصلة تسمع في مدينة شيراز مركز محافظة فارس الإيرانية رغم تهديدات أطلقها نظام الملالي ونشر القوات القمعية في مختلف المناطق أصوات انفجار الرمانات اليدوية الصنع والمفرقعات في كافة أنحاء المدينة بما فيها محطة السيارات وهي البؤرة الرئيسية لهذه الاحتفالية. وأشار البيان إلى أن منطقتي نواب وسلسبيل في طهران استقبلتا يوم الأربعاء الأخير للسنة بقنابل يدوية الصنع، وهاتان المنطقتان كانتا ليل الثلاثاء تحت سيطرة الشباب وتحولتا إلى منطقة حربية بين الشباب من جهة وقوى الأمن الداخلي القمعية من جهة أخرى. هؤلاء الشباب قد ألقوا من أسطح المنازل وفي أي فرصة قنابل يدوية الصنع بشكل متناوب نحو قوى الأمن الداخلي وسياراتهم. ودعت منظمة مجاهدي خلق الجماهير الإيرانية إلى تحويل يوم الأربعاء الأخير من السنة الإيرانية إلى انتفاضة واحتجاج على نظام الملالي، واستجابت معظم المدن حتى وسط العاصمة طهران.