في الآونة الأخيرة اشتد البلاء على المسلمين من الإرهاب والقتل دون وعي أو بصيرة حتى ازداد الحال سوءا وانشغل العالم بهذا المصاب الجلل فتفاوتت الأصوات وتخبطت الآراء وجال فكري حتى استقر على أسباب ومعطيات الحال الراهن.. وهي حول صنفين من البشر: صنف يعاني من التفريط والغلو في الدين حتى وصل به الحال أن يُكفر الجميع ولا يدين إلا بدين من يعتقد بأنهم قدوته وهو بالتأكيد؛ مغرر به حتى أصبح عقله فارغاً لا يفكر ولا يبحث عن الصواب فالصواب ما صوبه علماؤه والخطأ ما حذروه منه فقط. وصنف آخر أشد حرجاً وأشرى فساداً وهم فئة التفريط، والمفرطون في الدين بحجة الوسطية وتقبل الأديان الأخرى وتداخل الحضارات، وهم في الواقع يسلخون الحضارة الإسلامية الواضحة النقية كما تنسلخ الأفعى من جلدها. لا أعلم من أي منهلٍ نهلوا في مجتمعنا مثل هؤلاء وبدأوا يبثون دناءة أفكارهم غير السوية ويجرون خلفهم جنود الفكر وقد يصل الحال إلى جنود مجندين بالأسلحة! من يعلم فهؤلاء الحاقدون يتربصون بوطني كل مرصد، وجهود الحكومة وحدها لا تكفي للحد من أفاعيل تلك الجماعات المتطرفة وحتى سكوت المجتمع لمثل المعارضين المناهضين بالحريات والمنادين بشعارات الكفار والمعادين لا يجب أن يغفل عنهم، حتى لا يظن مثل هؤلاء أن التمرد هو الحل في فرض آرائهم الجاهلة بالدين وبمصلحة المجتمع إن كان يهمهم المجتمع أصلاً! الإعلام سلطة رابعة، نعم هو كذلك، وأنا على يقين بأن للإعلام دوراً كبيراً جداً وواضحاً في التأثير على الشباب وتغيير أفكارهم وآرائهم وأخص وسائل التواصل الاجتماعي التي يشارك بها العاقل والجاهل، البالغ والطفل، فبمجرد تغريدة قد ينقلب فكر قاصر وبمقطع فيديو يتداول قد يشاهد من قبل الملايين في دقائق. أصبحت تبث الأفكار هنا وهناك دون وعي أو حسيب! وقد يندم صاحب الفكرة لو علم مسبقاً بمدى تطاول مثل تلك الآراء وزعزعتها للأمن العام ومساسها بأمن دولة على وجه الخصوص، ولكن سنظل نحمي ديننا ووطنا بكل ما نملك من قوة وليعلم مثل هؤلاء المعادين أننا لن نتنازل عن إقامة الدين على أرض الحرمين تحت راية القيادة الرشيدة ولاشك أن بلد الحرمين سباقة في علاج مثل تلك الآفات فبرنامج محمد بن نايف يشهد له الجميع من القريب والبعيد على فعاليته ودوره الناجح في مناصحة المتشددين المعادين حتى يعودوا للصواب والطريق الصحيح، ولكن يبقى التساؤل والحيرة في حال أولئك الخفافيش السود المتخفية برداء التطوير والعزة لوطني الغالي وما هم إلا عقول غربية وأفكار أجنبية وظنون سيئة لشريعتنا ونهجنا القويم.