وضع خادم الحرمين الشريفين، أمس، الخطوط العريضة لسياسات الدولة الداخلية والخارجية، أمام كبار المسؤولين أمراء المناطق والوزراء وأعضاء مجلس الشورى بقصر اليمامة في الرياض، بحضور ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ومفتي عام المملكة. وفصّل الملك سلمان بن عبدالعزيز حديثه راسماً الرؤية السعودية الأصيلة المستمدة من النهج الإسلامي الذي بنى عليه المؤسس الملك عبدالعزيز،- طيب الله ثراه – أركان الدولة السعودية الحديثة. وخاطب خادم الحرمين «المواطنين والمواطنات» تعبيراً عن أبوّته الكريمة لهم بتكراره اللفظين متجاورين، عزّزهما ب «أبنائي وبناتي» و «إخواني وأخواتي»، في سياق استعراضه الرؤية الوطنية التي تناولت واجب أجهزة الدولة والمسؤولين التنفيذيين تجاه المواطنين، في احتياجات التنمية والخدمات والأمن، كاشفاً عن توجيهاته المباشرة لأمراء المناطق والمسؤولين في التواصل مع المواطنين دون حواجز. وقال خادم الحرمين في مستهل كلمته: «يطيب لي في هذا اليوم أن أتحدث معكم من قلب يحمل لكم كل المحبة والإخلاص متطلعين جميعاً لغد واعد مشرق مزدهر بإذن الله تعالى. مشيراً إلى أن الملك عبدالعزيز – رحمه الله- وأبناء هذه البلاد أسسوا دعائم هذه الدولة، وحققوا وحدتها على هدي من التمسك بالشرع الحنيف واتباع سنة خير المرسلين – صلى الله عليه وسلم-». ولفت إلى أن الدولة، وخلال العقود التي تلت مرحلة التأسيس إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله -؛ تسير على خطى النمو والتطور بكل ثبات مع التمسك بعقيدتها الصافية، والمحافظة على أصالة هذا المجتمع وثوابته. وأضاف: لقد منّ الله على هذه البلاد بشرف خدمة الحرمين الشريفين، وحرصت المملكة منذ نشأتها على القيام بواجبها ومسؤوليتها، بما يخدم الإسلام، ويحقق تطلعات المسلمين في دوام الراحة والطمأنينة لهم في أداء مناسك الحج والعمرة بكل يسر وسهولة. وأكد الملك سلمان للمواطنين والمواطنات، وضعه نصب عينيه مواصلة العمل على الأسس الثابتة التي قامت عليها هذه البلاد المباركة منذ توحيدها تمسّكاً بالشريعة الإسلامية الغرَّاء، وحفاظاً على وحدة البلاد وتثبيت أمنها واستقرارها، وعملاً على مواصلة البناء وإكمال ما أسسه ملوك هذه البلاد – رحمهم الله – وذلك بالسعي المتواصل نحو التنمية الشاملة المتكاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة، والعدالة لجميع المواطنين، وإتاحة المجال لهم لتحقيق تطلعاتهم وأمانيهم المشروعة في إطار نظم الدولة وإجراءاتها. وأكد خادم الحرمين في كلمته أن كل مواطن وكل جزء من الوطن هو محل اهتمامه ورعايته: «فلا فرق بين مواطن وآخر، ولا بين منطقة وأخرى، وأتطلع إلى مساهمة الجميع في خدمة الوطن، ولقد وجَّهت سمو وزير الداخلية بالتأكيد على أمراء المناطق باستقبال المواطنين والاستماع لهم ورفع ما قد يبدونه من أفكار ومقترحات تخدم الوطن والمواطن وتوفر أسباب الراحة لهم». كما أكد حرصه على التصدي لأسباب الاختلاف ودواعي الفرقة، والقضاء على كل ما من شأنه تصنيف المجتمع بما يضر بالوحدة الوطنية، فأبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات. ولفت إلى دور الإعلام الكبير، وفق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، في دعم هذه الجهود، وإتاحة فرصة التعبير عن الرأي، وإيصال الحقائق وعدم إثارة ما يدعو إلى الفرقة أو التنافر بين مكونات المجتمع فالواجب على الإعلام أن يكون وسيلة للتآلف والبناء وسبباً في تقوية أواصر الوحدة واللُّحمة الوطنية. وقال: إخواني وأخواتي «إن التطوير سمة لازمة للدولة منذ أيام المؤسس – رحمه الله – وسوف يستمر التحديث وفقاً لما يشهده مجتمعنا من تقدم وبما يتفق مع ثوابتنا الدينية وقيمنا الاجتماعية، ويحفظ الحقوق لكافة فئات المجتمع». وأضاف: «لقد أكدت على جميع المسؤولين وبخاصة مجلس الشؤون السياسية والأمنية ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، بمضاعفة الجهود للتيسير على المواطنين، والعمل على توفير سبل الحياة الكريمة لهم، وهو أقل الواجب المنتظر منهم، ولن نقبل أي تهاون في ذلك. وفي هذا الصدد أخاطب الوزراء والمسؤولين في مواقعهم كافة أننا جميعاً في خدمة المواطن الذي هو محور اهتمامنا، وقد وجهنا بمراجعة أنظمة الأجهزة الرقابية بما يكفل تعزيز اختصاصاتها والارتقاء بأدائها لمهامها ومسؤولياتها، ويساهم في القضاء على الفساد ويحفظ المال العام ويضمن محاسبة المقصرين». أبنائي وبناتي: إن الأمن نعمة عظيمة وهو الأساس في رخاء الشعوب واستقرارها، وعلى الدوام أظهر المواطن السعودي استشعاراً كبيراً للمسؤولية، وشكل مع قيادته وحكومته سداً منيعاً أمام الحاقدين والطامعين، وأفشل – بعد توفيق الله – كثيراً من المخططات التي تستهدف الوطن في شبابه ومقدراته. ونقول لأبنائنا وبناتنا ولكل من يقيم على أرضنا، إن الأمن مسؤولية الجميع ولن نسمح لأحد أن يعبث بأمننا واستقرارنا. وأكد خادم الحرمين الشريفين أن ارتفاع أسعار البترول خلال السنوات الماضية كان له آثار إيجابية على اقتصاد البلاد في المشاريع التي تحققت بحمد الله: «وسوف نعمل على بناء اقتصاد قوي قائم على أسس متينة تتعدد فيه مصادر الدخل، وتنمو من خلاله المدخرات وإيجاد فرص العمل في القطاعين العام والخاص، وتشجيع المؤسسات المتوسطة والصغيرة على النمو؛ ودعمها لتكوين قاعدة اقتصادية متينة لشريحة كبيرة من المجتمع. وستكون السنوات المقبلة بإذن الله زاخرة بإنجازات مهمة؛ بهدف تعزيز دور القطاع الصناعي والقطاعات الخدمية في الاقتصاد الوطني». كما أكد أن ما يمر به سوق البترول من انخفاض للأسعار، له تأثير على دخل المملكة، إلا أننا سنسعى إلى الحد من تأثير ذلك على مسيرة التنمية، وستستمر – إن شاء الله – عمليات استكشاف البترول والغاز والثروات الطبيعية الأخرى في المملكة. وفي مجال الخدمات، أكد خادم الحرمين الشريفين أنه سيتم العمل على تطوير أداء الخدمات الحكومية، ومن ذلك الارتقاء بالخدمات الصحية لكل المواطنين في جميع أنحاء المملكة، بحيث تكون المراكز الصحية والمستشفيات المرجعية والمتخصصة في متناول الجميع حيثما كانوا، كما سيتم وضع الحلول العملية العاجلة التي تكفل توفير السكن الملائم للمواطن. وفي مجال التعليم، فقد تم التوجيه بتطويره من خلال التكامل بين التعليم بشقيه العام والعالي وتعزيز البنية الأساسية السليمة له بما يكفل أن تكون مخرجاته متوافقة مع خطط التنمية وسوق العمل. وقال الملك سلمان لأبنائه وبناته: «لقد سخرت لكم دولتكم كل الإمكانات، ويسَّرت لكم كل السبل لتنهلوا من العلم في أرقى الجامعات في الداخل والخارج، والوطن ينتظر منكم كثيراً، فعليكم أن تحرصوا على استغلال أوقاتكم في التحصيل، فأنتم استثمار المستقبل للوطن ونحن حريصون كل الحرص على إيجاد فرص العمل بما يحقق لكم الحياة الكريمة، وعلى الحكومة والقطاع الخاص مسؤولية مشتركة في هذا الجانب». كما قال لرجال الأعمال: «أنتم شركاء في التنمية ، والدولة تعمل على دعم فرص القطاع الخاص ليساهم في تطوير الاقتصاد الوطني، فأنتم جزء من نسيج هذا الوطن؛ الذي قدم لكم كثيراً من التسهيلات والامتيازات، وينتظر منكم كذلك كثيراً، فعليكم واجب المساهمة بمبادرات واضحة في مجالات التوظيف والخدمات الاجتماعية والاقتصادية». ووجَّه الملك سلمان رسالة لأبنائه البواسل في قطاعات القوات العسكرية كافة: «أنتم محل القلب من الجسد وأنتم حماة الوطن ودرعه وكل فرد منكم قريب مني ومحل رعايتي واهتمامي، والوطن يقدر جهدكم وعملكم، بارك الله فيكم جميعاً، ونحن بصدد تعزيز قدراتكم، بما يضمن بإذن الله تعالى حماية هذا الوطن وتوفير الأمن والأمان للمواطنين». وأضاف: «إن سياسة المملكة الخارجية ملتزمة على الدوام بتعاليم ديننا الحنيف الداعية للمحبة والسلام، وفقاً لجملة من المبادئ أهمها استمرار المملكة في الالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات والمواثيق الدولية، بما في ذلك احترام مبدأ السيادة، ورفض أي محاولة للتدخل في شؤوننا الداخلية، والدفاع المتواصل عن القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية بشتى الوسائل، وفي مقدمة ذلك تحقيق ما سعت وتسعى إليه المملكة دائماً من أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف». وأردف قائلاً: «كما أننا سائرون إلى تحقيق التضامن العربي والإسلامي بتنقية الأجواء وتوحيد الصفوف لمواجهة المخاطر والتحديات المحدقة بهما. ويصاحب ذلك كله العمل من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في العالم ، وإرساء مبدأ العدالة والسلام، إلى جانب الالتزام بنهج الحوار وحل الخلافات بالطرق السلمية، ورفض استخدام القوة والعنف، وأي ممارسات تهدد الأمن والسلم العالميين. ومع بروز ظاهرة التطرف والإرهاب باعتبارها آفة عالمية لا دين لها، اهتمت المملكة بمكافحة التطرف والإرهاب بجميع صوره وأشكاله، أياً كانت مصادره، والتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة والهيئات الدولية في مكافحة هذه الآفة البغيضة عبر اجتثاث جذورها ومسبباتها». وزاد: «نحن جزء من هذا العالم، نعيش مشكلاته والتحديات التي تواجهه ونشترك جميعاً في هذه المسؤولية، وسنساهم بإذن الله بفاعلية في وضع الحلول لكثير من قضايا العالم الملحِّة، ومن ذلك قضايا البيئة وتعزيز التنمية المستدامة، وسنستمر في العمل على ذلك مع المنظمات والمؤسسات الدولية والشركاء الدوليين». واختتم الملك سلمان بن عبدالعزيز كلمته مخاطباً المواطنين والمواطنات قائلا: « مع شعوري بثقل الأمانة وعظم المسؤولية فإنني اسأل الله تعالى أن يمدني بعونه وتوفيقه لتأدية هذه الأمانة على الوجه الذي يرضيه، وأن يحفظ لوطننا أمنه واستقراره، وأن يأخذ بأيدينا جميعاً، ويوفقنا لنصرة ديننا، الذي هو عصمة أمرنا، ومصدر عزنا، وأن يحقق لنا ما نطمح إليه إنه خير ناصر وخير معين». حضر الاستقبال الأمير بندر بن محمد بن عبدالرحمن والأمير فيصل بن تركي بن عبدالله ومستشار خادم الحرمين الشريفين أمير مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، والأمير فيصل بن محمد بن سعود الكبير، والأمير خالد بن فهد بن خالد، والأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز، والأمير تركي الفيصل، والأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، وأمير جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، وأمير الرياض الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، والأمير بندر بن عبدالله بن عبدالرحمن، والأمير سعود بن سعد بن عبدالعزيز، وأمير حائل الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز، والأمير سلطان بن محمد بن سعود، والأمير خالد بن سعد بن عبدالعزيز، وأمير تبوك الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز، والأمير نايف بن سعود بن عبدالعزيز، والأمير فيصل بن عبدالله بن محمد، والأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز، والأمير بدر بن فهد بن سعد، والأمير خالد بن سعود الكبير، ووزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، وأمير عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، والأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود، ومستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير تركي بن عبدالله بن محمد، والأمير سطام بن سعود بن عبدالعزيز، وأمير الباحة الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز، والأمير عبدالعزيز بن فهد بن سعد، والأمير فيصل بن سعود بن محمد، والأمير تركي بن عبدالله بن محمد، والأمير الوليد بن سعود بن عبدالعزيز، ورئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز وأمير الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، ومستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير الدكتور مشعل بن عبدالله بن مساعد، والأمير الدكتور سعود بن سلمان بن محمد، ورئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد، وأمير نجران الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، والأمير محمد بن سلمان بن محمد، وأمير القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود، ومحافظ الدرعية الأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن، ورئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية الأمير بندر بن سعود بن محمد، ونائب وزير البترول والثروة المعدنية الأميرعبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، والأمير عبدالعزيز بن بندر بن عبدالعزيز، ووكيل وزارة الخارجية لشؤون تقنية المعلومات الأمير محمد بن سعود بن خالد، ونائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد، ومستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير الدكتور عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز، والمستشار بوزارة البترول والثروة المعدنية الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز، والأمير فيصل بن عبدالمجيد بن عبدالعزيز، وأمير المدينةالمنورة الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، والأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، والرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز، والمستشار بديوان سمو ولي العهد الأمير فيصل بن خالد بن سلطان، والأمير منصور بن محمد بن عبدالعزيز، والمستشار بديوان ولي العهد الأمير منصور بن مقرن بن عبدالعزيز، والأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز، والمستشار بمكتب وزير الدفاع الأمير نايف بن سلطان بن عبدالعزيز، والأمير تركي بن محمد بن فهد، ووزير الدفاع رئيس الديوان الملكي المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، والأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز، والأمير سعود بن سلمان بن عبدالعزيز والأمير عبدالمجيد بن عبدالإله بن عبدالعزيز، والأمير بندر بن سلمان بن عبدالعزيز.