تواجه معظم الشركات العائلية في المنطقة حالياً واقع تعاقب الأجيال، وتدار غالبيتها في الوقت الحاضر من قبل الجيل الثاني، فيما تمثل الشركات العائلية التي تدار من قبل الجيل الثالث 20%. ولكي تغدو حوكمة الشركات جزءاً لا يتجزأ من ثقافة الشركة لا بد لها أن تنطلق من قمة الهرم الإداري، وتحديداً من مجلس الإدارة والرؤساء التنفيذيين. وتعتبر النزاهة والشفافية والاستقلالية والمحاسبة ركائز أساسية لهيكلية الحوكمة الرشيدة، ويتعين على كل فرد من الموظفين الالتزام بهذه القيم. هذا ويعد رأس المال البشري، أي الكوادر البشرية التي تعمل في الشركة، أحد أهم وأثمن الأصول التي تمتلكها الشركة والمحرك الرئيس وراء نجاحها أو فشلها. وعليه، ما هو تأثير حوكمة الشركات على بيئة العمل؟ وكيف يمكن للشركات العائلية كسب ولاء موظفيها واستقطاب أفضل الكفاءات؟ عمرو قنديل، نائب الرئيس للموارد البشرية في مجموعة سدكو القابضة يقول: «يشكل استقطاب أفضل الكفاءات وضمان ولاء الموظفين أمرين من أهم مقومات نجاح واستدامة أي شركة» وقد نفذت المجموعة عدداً من البرامج الموجهة نحو رعاية وتشجيع أفضل الممارسات بين الموظفين. وفي هذا الصدد، أضاف عمرو قنديل: «يعتبر العنصر البشري من أثمن الأصول لدينا، وقد ركزنا على تكوين فهم شامل لآليات العمل على مستوى المجموعة، وتشجيع عملية التفكير بروح الفريق الواحد، والاستفادة بالشكل الأمثل من التناغم والتكامل الكبيرين بين وحدات الأعمال المختلفة في شركاتنا». وبدأت مجموعة سدكو القابضة قبل بضعة أعوام رحلة جادة للتحوّل إلى شركة تطبق أفضل ممارسات حوكمة الشركات، بحيث تصبح قدوة للشركات العائلية الأخرى في المملكة والشرق الأوسط لإحداث تغيير حقيقي في بيئة العمل المهنية. وفي هذا المجال ذكر أنيس أحمد مؤمنة، الرئيس التنفيذي لمجموعة سدكو القابضة: «نحن ندير أصولا واستثمارات في دول مختلفة حول العالم، وبالتالي نحرص على بناء وتطوير أطر راسخة للحوكمة الرشيدة لدينا وفقاً لأفضل الممارسات المتبعة في المناطق الأخرى من العالم وبما يتناسب مع خصوصيتنا». وخلص أنيس مؤمنة إلى القول: «منذ عام 2004، بادرت مجموعة سدكو القابضة إلى الفصل بين ملكية وإدارة المجموعة من خلال انتخاب أول رئيس تنفيذي من خارج العائلة. ونفخر اليوم بما حققناه معاً بروح الفريق الواحد، وما زلنا نسعى جاهدين لتطبيق أفضل ممارسات حوكمة الشركات، لأننا ندرك أن هذه الممارسات تقودنا إلى مستويات أعلى من النجاح».