على الرغم مما يؤكده العلماء من بداية الكون، وما يتصل بذلك من حضور لنظرية «الانفجار الكبير Big Bang» حسب علماء «الكونيات»، إلا أن الجدل لا يزال مستمراً إذا أُخِذ في الاعتبار الجانب «البيولوجي» للكون. تعتمد فكرة نظرية «الانفجار الكبير» على أن الكون في الماضي كان في حالة حارة شديدة الكثافة، متناهية الصغر، فتمدد بالانفجار قبل 13 مليار سنة أو تزيد، ثم برد لما يكفي لتكوين جسيمات دون ذرية، وما تلا ذلك من تكون لسحب عملاقة نشأت عنها النجوم والمجرات، إلا أن الأمر ما زال يكتنفه الغموض وتلفه الحيرة حول معرفة الحالة الأولى للكون، المتناهية في الصغر قبل الانفجار. هذا الطرح لا يختلف عما جاء في كتاب الله الكريم وقوله تعالى: «أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون»! هذا التمدد للكون الذي ظل مستمراً على مر السنين، ستعقبه نهاية لا شك فيها، ولكن ما نراه اليوم من سباق مخيف في مضمار استخدامات تقنية «النانو»، لأمر فيه إشارة إلى بدايات تلك النهاية، على الرغم مما لتلك التقنية من فوائد في مسارات التنمية، بدءا بالصناعات وانتهاء بالطب، كما يقول دريكسلر «إنتاج السلع أو شفاء الأمراض». يتساءل العلماء الآن، ماذا لو خرجت هذه التقنية عن السيطرة؟ هذا التساؤل جعل الدول المتقدمة تحيط أبحاث «النانو» بالسرية التامة والحذر الشديد، فمنها قد تحدث نظرية «الانهيار الكبير» أو «الانكماش الكبير Big Crunch»، فيعود الكون إلى حالته الأولى، كما في قوله تعالى: «كما بدأنا أول خلق نعيده»!.