هو الحب هكذا يأتي كموج البحر دون مقدمات يجرفك كتسونامي.. أو يهز جبال مشاعرك المتبلدة سنين.. عندما يأتي الحب تنهال العواطف كشلال.. تتدفق كماء نهرٍ عظيم.. حينها فقط تتعلم أيها الجاهل كيف تقول الكلام الجميل للوجه الجميل والعيون الجميلة وكيف تصبح في ليلةٍ وضحاها شاعراً يكتب قصائد أعذب وأكذب من شعر نزار وقيس وجميل بثينة.. هو الحب هكذا يخلقنا بشراً آخرين. يعلمنا العطاء والتقدير ونكران الذات.. النساء عالمٌ من الأسرار، يخبئن شيئاً من العطر لمن يحببن ويعْلنّ مشاعرهن بألف طريقة لمن يستوطنون قلوبهن.. مثلهن مثل المدن التي تخبئ وردها للعاشقين.. لمن يعطر عينيه بجمالها وقراءة تاريخها.. هذه هي (الدمام) الطفلة التي لم تعد تلعب في الشارع.. كبرت ونمت واحتضنت عشاقاً من كل مكان.. تاركين ديارهم وأحبتهم وذكرياتهم من أجل حفنةٍ من المال. لكنهم ومع مرور الوقت يقعون في حبها تلك الجميلة التي تنام على صدر الخليج.. تعيش على ماضي (اليامال.. ومواويل البحارة..).. هذه الدمام عشاقها يُسيئون لها كثيراً.. وضيوفها أكثر إساءة.. لماذا؟ من لا يحترم هذه الحبيبة الوادعة هو لا يستحق حبها.. عندما لا يحترمها أبناؤها فلا غرابة أن تفقد احترام القادمين من الخارج لها، فعلى قدر احترامنا لها هي تفرض احترامها على الغريب وبقوة.. كيف نطلب من الوافد أن لا يلقي المخلفات ونحن نقوم بذلك أمامه.. كيف نطلب منهم أن يحترموا قوانين المجتمع وأنظمة المرور ونحن لا نطبقها.. هذه الدمام ليست سوى واحدة من حبيباتنا اللاتي ينتثرن كحبات لؤلؤ تزين صدر الوطن.. كل مدن الوطن… دمام.. كلها تحتاج منا أن نبادلها الحب بحب، فالمدن كالنساء تخبئ عطرها لحبيبها وتعده دائماً بيوم أجمل.. كل مدننا الجميلة تعدنا بمستقبل أجمل ما دمنا نخاف عليها ونحترمها ونعِدها بتعاملٍ أفضل..