أغلقت جامعة الملك سعود قسم الطوارئ في مستشفى الملك خالد الجامعي التابع لها أمس بعد أن استقبل عدداً من حالات الإصابة بفيروس كورونا، وذلك كإجراء وقائي. وأكد مصدر مطلع في الجامعة ل «الشرق» إغلاق قسم الطوارئ في المستشفى «جزئياً»، وذلك بعد استقباله حالات مصابة بالفيروس مشيراً إلى أن القسم سيستقبل الحالات الطارئة والحرجة فقط، وسيتم إعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي في القسم فور الانتهاء من عملية الاستقصاء الوبائي. من جانبها تواصلت «الشرق» مع المدير العام التنفيذي للمدينة الطبية في جامعة الملك سعود، عبدالرحمن المعمر، والمدير التنفيذي لتشغيل المستشفيات الجامعية في جامعة الملك سعود، ولكنهما لم يتجاوبا مع اتصالاتها. وكانت أنباء أشارت إلى تسجيل المستشفى حالة واحدة مصابة بفيروس كورونا لمواطنة تسعينية بعد دخولها قسم الطوارئ في المدينة الطبية، إثر معاناتها من نزيف بالأمعاء، ونقلت على الفور إلى قسم العزل في مستشفى الأمير محمد بن عبدالعزيز، بعد التنسيق مع وزارة الصحة، إلى جانب أربعة حالات مشتبه بإصابتها بالفيروس. وبحسب مركز القيادة والتحكم التابع لوزارة الإعلام فإن إجمالي الإصابات منذ يونيو 2012م (شوال 1433ه) بلغ 913 حالة، تعافى منها 500 حالة، وتوفيت 389 أخرى، فيما بقيت 23 حالة، إضافة إلى حالة واحدة تحت العزل المنزلي، حسب آخر تحديث للأرقام أمس الأول؛ حيث لم ترد أي معلومات عن الموقف أمس حتى ساعته. وكان خبراء تابعون للأمم المتحدة أوضحوا أنه لم تبذل جهود كافية للتحقيق والسيطرة على مرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا) الذي تسبب في وفاة المئات وما زال غامضا في كثير من النواحي. وأضافوا أن حالات الإصابة بالفيروس تتزايد مجدداً لكن مسؤولي الصحة والعلماء غير قادرين فيما يبدو على تفسير سبب حدوث العدوى وطريقة انتشارها. وتضم مجموعة الخبراء التابعة للأمم المتحدة وفداً دولياً من العلماء وخبراء الصحة العامة من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، وزاروا المملكة الأسبوع الماضي للتحقيق في ارتفاع حاد في عدد حالات الإصابة بالفيروس. وقال الخبراء في بيان مشترك «لا تزال هناك فجوات معرفية خطيرة وتحديات عديدة.. ستتطلب مزيداً من العمل. لم يفهم بعد كيف تحدث العدوى ولماذا تحدث في المجتمع؟ وهذا أمر مهم لوقف التفشي». وكانت دراسات علمية أولية قد ربطت فيروس كورونا بالإبل لكن خبراء في المرض يقولون إن انتقال العدوى من الحيوانات غير واضح تماما. وأشارت إلى أن كثيراً من المصابين بالمرض في المملكة وفي المستشفيات قالوا إنهم لم يخالطوا الإبل. وتقول منظمة الصحة العالمية التي عبرت عن قلقها بشأن المرض ومخاطر انتشاره في العالم إن 1026 حالة إصابة مؤكدة سُجلت منذ ظهور المرض عام 2012 ومن بينها 376 حالة وفاة على الأقل بسببه. وكان نحو 85% من الحالات في السعودية. وقال كيجي فوكودا وهو خبير فيروسات في منظمة الصحة العالمية إنه على الرغم من تحقيق تقدم في مكافحة المرض بالمستشفيات إلا أن الإجراءات المهمة للوقاية ومكافحة المرض لا تزال تُنتهك. فند رئيس مجلس إدارة الجمعية الطبية البيطرية السعودية الدكتور أحمد محمد اللويمي ما ذهب إليه وكيل وزارة الصحة للشؤون الوقائية الدكتور عبدالله عسيري، الذي أعلن في برنامج تليفزيوني أمس الأول من أن 50% من إبل الأحساء مصابة بفيروس كورونا، مشيراً إلى أن الأمر ليس دقيقاً ولا يستند على دليل علمي. وقال اللويمي ل «الشرق»: لا بد من العودة أولاً لمفهوم الإصابة، مؤكداً أن جميع المنظمات الدولية الصحية العالمية، ومنها منظمة الصحة العالمية ومركز الأمراض المعدية في أمريكا ومنظمة الصحة الحيوانية في فرنسا لا يؤكدون بشكل صارم أن الإبل مصابة ب «كورونا»، وأن رصد الأجسام المضادة أو المادة الوراثية للفيروس لا يعني أن الإبل مصدر المرض، فقد أوضحت دراسة حول إصابة الإبل بفيروس كورونا في أمريكا (تمت الإشارة لها سابقاً في إحدى الصحف) أن الإبل لم تمرض بالفيروس، الذي حقن في جسمها عبر الرئتين، وكانت الأعراض طفيفة. كما أوضحت دراسة حديثة أن عينة من رعاة الإبل المخالطين للإبل، التي تحمل أجساماً مضادة ل»كورونا» لم يظهر أي نشاط مناعي للفيروس في أجسام الرعاة. واستطرد قائلاً: إذاً مفهوم الإصابة غير دقيق ولا يستند لدليل علمي، أما إذا كان المقصود نسبة الإبل، التي تحمل أجساماً مضادة فقد أثبتت الدراسات أن هناك فرقاً شاسعاً بين نسبة الإبل موجبة الأجسام المضادة، وبين التي تجمع بين الجسم المضاد ورصد المادة الوراثية للفيروس بالمرة. علماً بأن بعض الدراسات حول الإبل في السعودية تذهب إلى وجود نسبة عالية من الإبل ذات أجسام مضادة موجبة، ولكن هناك نسبة قليلة منها ثبت أنها تحمل الفيروس أو مادته الوراثية.