من القمة الشامخة إلى الحضيض مسافة تبعث على الذهول.. وحين الوصول إلى القمة السامقة؛ فإنها تجعلنا لا نقبَل بالهبوط ثم التدني إلى الدرك، ولا نقبل أن ندنو منه بشكل أو بآخر.. الجميع يسعى بطريقة أو بأخرى ليصل إلى أعلى المستويات الرفيعة ليثبِتَ ذاته.. ولكن كيفية الوصول تحتاج إلى هِمّة تتجدد عند كل فتور، وتفعيلٍ كبيرٍ عندما تقتضي الحاجة ذلك.. الاستعانة بالله وكتابة أهدافنا واضحةً، وجعْلُها قريبة أمامنا كي نكررها ولا ننساها، ولا نمَلُّ من تكرارها، ونُلِحّ في طلبها؛ كلُّ ذلك مَطلبٌ أساس لبلوغ الهدف!.. نتذكر دائمًا أن الله يُحِب المُلِحّين في الطلب، وأن أبواب السماء تتفتح لِما يَرجُون!.. إذن؛ علينا أن نكرِّر الطلبَ، ونعرِضَه على الله دائمًا، ولا نيأس أو نتكاسل أو نتواكل، إنما نربط حياتنا بتلك الأهداف، ونجتهد حتى نحققها.. «استعن بالله ولا تعجز».. في هذه الجملة من الحديث كيفية تحقيق ما نريد!.. نعم هناك صعوبات في الطريق، مختلفٌ ألوانُها، تجعل بعضنا لا يتحمل هذا الثقل على ظهره ليكمل الطريق، ولكن كلما استشعر بأنها فرصة متاحة له، وأن الوقت الذي ينقضي لا يعود، وأن أشخاصاً سيصلون في النهاية، وأن هناك ثماراً سيجنِيها؛ فإنه ستتغير موازين حياته، وستعلو هِمته، وسيواصل السير للوصول إلى القمة! فالصفقة رابحة، ولن تذهب النفس حسراتٍ، لأن الحِسبة مع الاستعانة ونَبذ العجز؛ رابحة بإذن الله.