يعاني ذوو الاحتياجات الخاصة في مجتمعنا من أمور كثيرة بسبب تجاهلهم أو جهل الكثير من أبناء المجتمع لهم لعدم معرفتهم بالحقوق المستحقة لهم من القوانين والأنظمة التي تقوم بدورها بحفظ حقوقهم والدفاع عنهم على وجه خاص ورعايتهم التي تجعلهم كغيرهم من الأسوياء. ومن الواجب على المتخصصين في مجال الإعاقة توعية المجتمع بتل من الأشياء الواجب التنبه إليها في هذا الصدد توعية جميع الإدارات الحكومية بتلك القوانين والأنظمة لأن جهلهم أو تجاهلهم بها للأسف يشعر المراجع من تلك الفئة بأنه عالة على مجتمعه. ومن الأمور المهم ذكرها أيضا تسهيل دمجهم الاجتماعي في الأماكن العامة ليسهل تنقلهم دون عناء. من المؤلم حقا حرمان ذوي الاحتياجات الخاصة من التعليم العالي، ولازالت معظم الجامعات والكليات في المملكة ترفض قبولهم ولا تهتم بتهيئة الإمكانات اللازمة لتسهيل مهمة التحاقهم بمؤسسات التعليم العالي وتمكينهم من مواصلة تعليمهم حالهم حال بقية أفراد المجتمع. ومن الأمور التي أدهشتنا أن هنالك الكثيرين من المثقفين والمتعلمين فضلا عن عامة الناس يحكمون على شخص ما بأنه عاجز ومعاق من خلال ما يبدو عليه ظاهريا، وهذه نظرة قاصرة بدون شك، فكم من المعاقين تغلبوا على ظروفهم وتمكنوا من صناعة إنجازات كبيرة يعجز عن مثلها كثير من الأصحاء، فالإعاقة إذن لا علاقة لها بما يصيب الجسد من عاهة أو خلافه وإنما المعاق الفعلي هو كل من وقع ضحية التواكل والتكاسل وأثبت عجزا في تأدية دوره كإنسان منتج فاعل على مستوى أسرته ومجتمعه. فكيف بعد هذا يمكن قبول نظرات الشفقة دون أن تترجم إلى فعل حقيقي يسهم في إتاحة الفرصة لذوي الاحتياجات الخاصة للانطلاق نحو آفاق أرحب ليحققوا طموحهم وتطلعاتهم وآمالهم، ليكسروا القاعدة ويثبتوا من جديد أن المعاقين كثر وليس من بينهم شريحة كبيرة من ذوي الاحتياجات الخاصة ممن اثبتوا نجاحا كبيرا في حياتهم وقدموا لوطنهم ومجتمعهم ما لا يقدر على تقديمه الكثير ممن أنعم الله عليهم بالصحة. سلطان مطر العنزي