قالت وكالة الأنباء القطرية في وقت متأخر من يوم الأربعاء إن قطر استدعت سفيرها لدى مصر للتشاور بعد خلافات بشأن الضربات الجوية المصرية في ليبيا. جاء الخلاف الدبلوماسي بعد ثلاثة أشهر فقط من ذوبان الجليد في العلاقات بين البلدين. وقصفت الطائرات المصرية مواقع لتنظيم «داعش» في ليبيا يوم الإثنين بعد يوم من نشر الجماعة المتشددة تسجيلاً مصوراً لذبح 21 مصرياً مسيحياً. وعبرت قطر عن تحفظها على الهجوم في اجتماع لجامعة الدول العربية ما أثار غضب القاهرة. وكانت وسائل الإعلام المصرية قد نقلت عن السفير طارق عادل مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية انتقاده لقطر لتحفظها على الضربات الجوية المصرية في ليبيا واتهامه الدوحة بدعم الإرهاب والخروج على التوافق العربي. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن عادل قوله إن التحفظ القطري على الضربات الجوية المصرية في ليبيا «يؤكد مرة أخرى خروج قطر عن الإجماع العربي… بات واضحاً أن قطر كشفت عن موقفها الداعم للإرهاب». ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية القطرية قوله «قطر استدعت سفيرها لدى القاهرة للتشاور على خلفية تصريح مندوب مصر لدى جامعة الدول العربية». وقال السفير سعد بن علي المهندي مدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية القطرية إن الدوحة عبرت عن تحفظها في اجتماع جامعة الدول العربية بالقاهرة على قرار مصر القيام «بعمل عسكري منفرد» في ليبيا دون التشاور مع الدول العربية «لما قد يؤدي هذا العمل من أضرار تصيب المدنيين العزل». وقال أيضاً إن قطر عبرت عن تحفظاتها إزاء طلب ليبيا ومصر من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رفع حظر الأسلحة المفروض على ليبيا «من مبدأ عدم تقوية طرف على حساب طرف آخر قبل نهاية الحوار وتشكيل حكومة وحدة وطنية يكون لها الحق بطلب رفع الحظر بالنيابة عن الشعب الليبي». وعلى الرغم من تحفظات قطر، قالت جامعة الدول العربية في بيان أمس الأربعاء إن الدول الأعضاء فيها «يتفهمون» الغارات الجوية، التي شنتها مصر وألقت الجامعة بثقلها خلف دعوة مصر لرفع حظر السلاح المفروض على الجيش الليبي. وقال وزير الخارجية القطري خالد العطية في مقابلة نشرتها صحيفة الحياة أمس إن الدوحة لا تدعم الإخوان المسلمين، وأكد طي صفحة الخلافات بين دول الخليج. وأضاف العطية «الاختلافات في وجهات النظر وليست خلافات وهو شيء صحي وطبيعي» بين دول الخليج.