دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لاستصدار قرار من الأممالمتحدة يمنح تفويضاً لتشكيل تحالف دولي للتدخل في ليبيا، بعد أن قصفت طائراته أهدافاً لتنظيم «داعش» هناك. وقال في مقابلة بثتها إذاعة أوروبا 1 الفرنسية أمس «لا يوجد خيار آخر مع الأخذ في الاعتبار ضرورة موافقة الشعب والحكومة الليبية ودعوتهما مصر بالتحرك من أجل استعادة الأمن والاستقرار في البلاد». وسئل إن كانت مصر ستكرر نفس العمل فقال «نحن في حاجة أن نكرر ذلك ولكن معاً لوقف التطرف والإرهاب». وتدخلت مصر بشكل مباشر لأول مرة في الصراع في ليبيا الإثنين بعد أن بث تنظيم «داعش» يوم الأحد تسجيل فيديو يصور قطع رؤوس 21 مصرياً مسيحياً. ووصف السيسي الحرب في ليبيا التي شاركت فيها فرنسا ضمن ائتلاف دولي لدعم القوات التي أطاحت بمعمر القذافي عام 2011 بأنها مهمة لم تنته. وفرض الائتلاف الغربي منطقة حظر جوي على ليبيا واستخدم القوة الجوية في محاولة لمنع قوات القذافي من مهاجمة مناطق مدنية سيطر عليها المعارضون. إلا أن ذلك لم يحل دون انزلاق ليبيا في فوضى. وقال السيسي «نحن تركنا الليبيين أسرى لميليشيات متطرفة». ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً بعد ظهر الأربعاء لبحث الوضع في ليبيا بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري بعد إعدام 21 قبطياً والغارات المصرية ضد تنظيم «داعش» في ليبيا، كما قال دبلوماسيون. وفي روما دعا رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي إلى أن تتخذ الأممالمتحدة إجراء، ولكنه لم يذكر ما إذا كانت إيطاليا نفسها ستدعم أي عملية عسكرية مباشرة في ليبيا. وقال»تجدد إيطاليا التزامها بإجراء دبلوماسي قوي في إطارالأممالمتحدة وبدعم مبادرة عاجلة لمجلس الأمن لإرساء الاستقرار وإحلال السلام في ليبيا.» وقال وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني ووزير الدفاع روبرتا بينوتي إن روما ستكون مستعدة لأي تدخل عسكري ولكن رينتسيكان أكثر حذراً وقال الإثنين إن من المهم تفادي الإصابة»بهستيريا» وإن أي إجراء يجب أن يكون تحت لواء الأممالمتحدة. ودعا السيسي الفصائل الليبية إلى تسليم أسلحتها، ولكنه حثَّ على تزويد الحكومة الليبية المعترف بها دولياً ومقرها مدينة طبرق في شرق البلاد بالأسلحة بعد أن سيطر منافسوها على السلطة في طرابلس.وطالبت حكومة طبرق برفع الحظر الدولي المفروض على الأسلحة لمساعدتها في السيطرة على البلاد من جديد. وفي سياق متصل دعا المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة زيد رعد الحسين أمس الليبيين إلى محاربة الإسلاميين المتطرفين ودان بشدة القتل الجماعي بقطع رؤوس 21 مسيحياً مصرياً في هذا البلد. وقال المفوض الأممي لحقوق الإنسان في بيان نشر في جنيف «إن القتل الوحشي لهؤلاء الرجال والمحاولة الرهيبة لتبريرها وتمجيدها في شريط فيديو، ينبغي الإجماع على إدانته بخاصة من قبل الشعب الليبي الذي يتوجب عليه مقاومة مطالب الجماعات التكفيرية». وأضاف «إن قتل أسرى أو رهائن محظور بموجب القانون الدولي والشريعة الإسلامية» واصفاً قطع الرؤوس بأنه من «الجرائم الدنيئة التي تستهدف أناساً بسبب دينهم».وطالب زيد رعد الحسين أيضاً مصر بتجنب الخسائر في صفوف المدنيين بعد الغارة التي شنتها القوات الجوية المصرية على جماعات إسلامية في ليبيا انتقاماً لقتل مواطنيها.