دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأممالمتحدة إلى استصدار قرار يمنح تفويضا لتشكيل تحالف دولي للتدخل في ليبيا، وذلك بعد يوم واحد من قصف طائرات سلاح الجو المصري أهدافا تابعة لتنظيم "داعش" داخل الأراضي الليبية. وقال السيسي، في تصريحات إعلامية: "ما من خيار آخر في ضوء موافقة شعب ليبيا وحكومتها ودعوتهما لمصر بالتحرك، والموقف يتطلب تكرار العمل نفسه من جديد وبشكل جماعي"، واصفا الحرب في ليبيا، التي شاركت فيها فرنسا ضمن ائتلاف دولي لدعم القوات التي أطاحت بمعمر القذافي عام 2011، بأنها "مهمة لم تنته، وأن العالم تخلى عن الشعب الليبي وتركه أسير ميليشيات متطرفة". وأكد السيسي ضرورة أن تسلم الفصائل الليبية أسلحتها، وأن يتم تزويد الحكومة الليبية المعترف بها دوليا بالأسلحة، بعد أن سيطر منافسوها على السلطة في طرابلس، وأضاف "الفوضى في ليبيا لا تهدد مصر المجاورة فحسب، بل المنطقة برمتها وأوروبا، وهذه الرسالة نوجهها للأوروبيين والفرنسيين، وسبق أن قلت للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من قبل إن على الجميع توخي الحذر لأن ما يحدث في ليبيا سيجعلها بؤرة إرهاب تهدد المنطقة بالكامل، وستهدد حوض المتوسط وأوروبا، وإن تدهور الوضع في ليبيا سيشكل خطرا كبيرا". في غضون ذلك، أعرب أهالي القتلى الذين أعدمهم تنظيم الدولة "داعش" عن غبطتهم وسرورهم بالغارات التي نفذتها طائرات سلاح الجو المصري على مواقع المتشددين في ليبيا، وقال قريب أحد الضحايا "هذه الغارات أثلجت صدورنا وخففت من النار المندلعة في أكبادنا بعد مقتل أقاربنا". من جهته، عقد وزير الخارجية سامح شكري اجتماعا مع مندوبي ليبيا والأردن بمجلس الأمن، لتنسيق وتحضير التحرك المرتقب لمواجهة خطر الإرهاب في ليبيا، بوصفه يهدد الأمن والسلم الدوليين. وقال المتحدث باسم الخارجية، السفير بدر عبدالعاطي في بيان حصلت "الوطن" على نسخة منه: "اللقاء تم على هامش حضور شكري للمؤتمر الدولي الذي دعت إليه واشنطن والمقرر عقده اليوم لمكافحة الإرهاب، عقب الهجوم على مقر مجلة شارل إيبدو الفرنسية، وأجرى شكري مشاورات تمهيدية مع سفراء دول السعودية والأردن والبحرين والإمارات لوضع استراتيجية التحرك خلال الجلسة الطارئة التي سيعقدها مجلس الأمن اليوم لنقاش الأوضاع الراهنة في ليبيا"، مؤكدا أن الأجهزة المعنية بمصر لم تصلها أي طلبات أو مفاوضات من جانب تنظيم "داعش" للإفراج عن الضحايا المصريين قبل ذبحهم. إلى ذلك، سرت معلومات عن وجود سبعة مصريين مسيحيين لا يزالون مختطفين داخل الأراضي الليبية، ودعت المفوضية المصرية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لأجل معرفة مصيرهم. يأتي ذلك بينما أعلن وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، الدكتور عادل البلتاجى، أنه تم الإفراج عن الصيادين المصرين المحتجزين بليبيا، البالغ عددهم 21 صيادا. في سياق أمني، لقيت تسعة عناصر تكفيرية مصرعها بجنوب الشيخ زويد في شمال سيناء، إثر عملية قصف جوي وبري للقوات المسلحة، حيث شنت مروحيات الأباتشي هجوما على معاقل التكفيريين بمنطقتي الغرا والمقاطعة بجنوب الشيخ زويد، عقب رصد تحركات هذه العناصر، ومن بين القتلى القيادي بالجماعات التكفيرية، أيمن المحارب، وهو نجل قيادي سابق بالجماعة، يدعى أبومنير الملقب ب"شيخ التكفيريين" في الشيخ زويد الذي تمت تصفيته العام الماضي.