كشفت صحيفة هآرتس العبرية عن تفاصيل قتل شاب فلسطيني من قطاع غزة اعتقلته شرطة الاحتلال بعد القبض عليه لتواجده بدون تصريح داخل الخط الأخضر، في الوقت الذي وصلت العنصرية الإسرائيلية إلى أوجِها بعد مقتل عشرة أطفال فلسطينيين أول أمس، حيث صدرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر سعادة إسرائيليين بمقتل الأطفال الفلسطينيين، الأمر الذي دفع بحركة فتح الفلسطينية لإصدار بيان يستنكر التحريض ويحمل نتنياهو وحكومته نتائج التطرف الإسرائيلي. وكشفت صحيفة «هارتس» تفاصيل موت الشاب الفلسطيني عمر محمد إبراهيم أبو جريبان 35 عاما من قطاع غزة، والذي عثر عليه يوم 15 يونيو عام 2008 ولا يوجد عليه أي علامات للحياة، بعد أن ألقته الشرطة الإسرائيلية ليل 14 يونيو على طريق بين معسكر عوفر وحاجز عطارة. بدأت القصة 28 مايو 2008 عندما تعرض لحادث سير مع شاب آخر من مدينة رام الله أثناء تواجدهما في إسرائيل «بشكل غير قانوني»، وتم نقله إلى مستشفى لتلقي العلاج ونتيجة لوضعة الخطير تقرر نقله إلى مستشفى شيبا، حيث كان يعاني من نزيف وكسور وإصابات وصفت بالخطيرة جدا. وذكرت الصحيفة أن طاقم الأطباء أبلغ الشرطة الإسرائيلية بأنه بحاجة لعلاج طبي يستمر لأيام، ونقل في 5 يونيو إلى القسم الداخلي. وفي 12 يونيو قرر طاقم الأطباء تسريح أبو جريبان من المستشفى لأنه أنهى العلاج اللازم ويجب نقله للتأهيل، ووقع الطبيب جال بيكمان على تسريحه، ووضح أنه بحاجة لعلاج في البيت. وقدم طاقم التمريض في نفس المستشفى تقريرا عن حاله المصاب جاء فيه أنه في وضع خطير وأنه غير مستقر للمشي، مشوش ويخلط الأمور، ومع ذلك سلم للشرطة. ووفقا للشهادة التي قدمها عناصر الشرطة في التحقيق أنه تم إخراجه على كرسي متحرك، وقال أحد عناصر الشرطة إن رأسه كان يميل باستمرار إلى الأمام، ولم يقوى على الوقوف على قدميه. وبدأت الشرطة البحث عن طريقة للتخلص منه، ولم تفكر بالحل الوحيد في إعادته إلى المستشفى، وحاولت الشرطة تحميل المسؤولية للمستشفى بسبب عدم تضمين التقرير الطبي بأنه بحاجة لعلاج طبي دائم، وأوضح المستشفى أن الشرطة تدرك أنه بحاجة لعلاج ويجب استيعابه في مراكز الشرطة الطبية. وقالت الصحيفة في تقريرها إن الوضع الصحي للشاب كان واضحا، ومبررات المستشفى عبارة عن تنصل من الحقيقة، لسبب بسيط يتعلق بأن العلاج الطبي الذي قدم للشاب الفلسطيني والذي كان يجب أن يستمر سيكون مجانا، وهذا السبب الحقيقي في تسريحه من المستشفى. وأضافت أن اليوم الاخير لأبي جريبان كان صعبا جدا، حيث وضع في سيارة الشرطة عند الساعة العاشرة من مساء يوم 14 يونيو، وسارت به على طريق رقم 443 بحثا عمن يقبل باستلامه، حيث مرت سيارة الشرطة على أحد الحواجز العسكرية للجيش الإسرائيلي ولم يقبلوه، وبعد ساعات من السير، واتصالات بين عناصر الشرطة وقائدهم في المركز تقرر إلقائه على حافة الطريق لعل أحدا من الفلسطينيين يجده، حيث كانت الساعة تشير إلى الثانية والنصف فجر يوم 15 يونيو، حيث عثر عليه شخص إسرائيلي دون أن تظهر عليه علامات الحياة، وذلك على طريق 45، وبعد العثور عليه نقل إلى المستشفى دون معرفه هويته، وتم التعرف عليه بعد فحص «دي إن إيه» ليتبين أنه الشاب الذي تم تسريحه قبل أيام من المستشفى وهو بحاجة للعلاج.