يعقد وزراء خارجية دول المغرب العربي اليوم بالعاصمة المغربية الرباط اجتماعا لبحث إعادة إحياء الاتحاد المغاربي بعد تجميد عمله طويلا بسبب الخلافات المتعددة بين مكوناته. وسيناقش وزراء خارجية الدول الخمس، المغرب وتونس والجزائر وليبيا وموريتانيا، سبل تقريب وجهات النظر حول القضايا الخلافية، وإعداد جدول زمني لتفعيل مختلف هياكل الاتحاد الذي حلت ذكرى تأسيسه ال23 أمس الجمعة 17 فبراير علما بأن اجتماعات تقنية سبقت اجتماع اليوم. وقال وزير الخارجية والتعاون المغربي سعد الدين العثماني إن الاجتماع سيتخذ قرارات ذات طابع تنفيذي لما تم الاتفاق عليه في السابق، كما سيشكل مناسبة للإعداد للقمة المغاربية التي ستنعقد بتونس في غضون الأشهر المقبلة، مضيفا أن الاجتماع يعتبر حلقة أساسية في محاولة بعث اتحاد المغرب العربي، وجعله يضطلع بدور أكبر في المنطقة، لاسيما بالنظر لحالة الركود الاقتصادي التي تعيشها المنطقة المجاورة. وسيناقش الاجتماع٬ بحسب تصريحات العثماني٬ آليات ووسائل إحياء الاتحاد بعدما أكدت الزيارات الأخيرة التي تبادلها بعض وزراء الخارجية المغاربيين إرادتهم المشتركة لإعادة إحياء الاتحاد، متوقعا أن يؤدي تفعيل الاتفاقيات المغاربية إلى جعل دول المغرب قوة اقتصادية متكاملة. ووضعت الحكومة المغربية الجديدة ضمن أولوياتها الدبلوماسية إيقاظ الاتحاد المغاربي من سبات عميق كان بمثابة حجر عثرة أمام تشكيل تكتل مغاربي يكون قادرا على مجابهة مختلف التحديات التي تشهدها المنطقة، وأوضح سعد الدين العثماني أن الدستور الجديد الذي صوت عليه المغاربة بالإجماع، رتب أولويات السياسة الخارجية، ووضع اتحاد المغرب العربي في صدارة الأولويات، علما أن قادة الاتحاد لم يجتمعوا منذ التأسيس عام 1989 إلا مرة واحدة. وقال وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية مصطفى الخلفي إن الربيع الديمقراطي كان له أثر في تحريك اتحاد المغرب العربي وتسريع مسلسل الانفراج، مضيفا أن المناخ يساعد على حل النقاط التي كانت محل خلاف. يذكر أن المنطقة شهدت مؤخرا تبادل الزيارات بين مسؤولي الدول المغاربية الخمس، وتوجت بالزيارة التي قام بها الرئيس التونسي منصف المرزوقي لكل من المغرب وموريتانيا والجزائر، إضافة إلى زيارة سعد الدين العثماني لكل من تونس والجزائر وأخيرا موريتانيا، التي من المرتقب أن يقوم رئيسها محمد ولد عبد العزيز بزيارة رسمية للمغرب، بدعوة رسمية من الملك محمد السادس.