سادت حالة من الهدوء في شرق أوكرانيا منذ ساعات الصباح الأولى ليوم أمس مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منتصف ليلة السبت وفقاً لاتفاق تم التوصل إليه في مينسك قبل أيام، وذلك رغم اتهامات متبادلة بارتكاب خروقات. وأعلن إدوارد باسورين قائد ما تسمى بقوات دفاع منطقة دونيتسك الانفصالية شرق أوكرانيا أن قوات «الدفاع الشعبي مضطرة لفتح النار انتقائياً لقمع الأعمال المسلحة للمخربين». ونقلت قناة «روسيا اليوم» على موقعها الإلكتروني أن القوات في دونيتسك ترد بإطلاق النار على أي خروقات يقوم بها التابعون لكييف. ونقلت وكالة «دونيتسك» للأنباء عن باسورين القول إن «القوات الأوكرانية تخرق نظام وقف النار في منطقة مدينة ديبالتسيفو». من جانبها، أعلنت القوات الأوكرانية أن قوات دونباس خرقت نظام وقف إطلاق النار عشر مرات، منوهة بأنه من المبكر الخروج باستنتاجات. وكانت هيئة الأركان الأوكرانية قد أعلنت أنه بشكل عام ، تسود حالة من الهدوء، وليس هناك قصف مدفعي. وذكرت الحكومة الأوكرانية صباح أمس أن هناك التزاماً بوقف إطلاق النار «بشكل عام». وتعرضت القوات الأوكرانية للقصف عشر مرات في الساعات التالية لدخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ لكنها وصفت الحوادث بأنها «محلية» وليست منتظمة. ولم يقتل أي جندي أوكراني خلال ال 24 ساعة الماضية. وقال ساكن في دونيتسك يدعى روديون بيراليان (50 عاماً) «كانت الأحداث أمس وأول أمس ساخنة.. كانوا يطلقون النار من هنا وهناك. لكن اليوم هادئ. كل شيء على ما يرام». وقال ضابط أوكراني متمركز قرب ديبالتسيف «المستوى العام (من الهجمات) انخفض رغم وجود تجاوزات». وقال قيادي انفصالي بارز موالٍ لروسيا أمس إن المتمردين يملكون الحق في إطلاق النار على ديبالتسيف بشرق أوكرانيا رغم الهدنة وذلك لأنها «أرضنا». وأضاف أدوارد باسورين «يمكننا بالطبع فتح النار (على ديبالتسيف). إنها أرضنا.. إنها ملكنا». لكنه أشار إلى أن الانفصاليين ملتزمون بوقف إطلاق النار في باقي المناطق. وفي حوالي الساعة السابعة بتوقيت جرينتش سمع في مدينة اتيميفسك القريبة صوت مدفعية ثقيلة من ناحية البلدة. وظل صوت القصف مستمراً بعد ذلك بساعات. وقال هينادي موسكال رئيس إدارة لوجانسك التابعة لكييف «بعد منتصف الليل توقف القصف في أغلب المناطق الساخنة، التي تسيطر عليها أوكرانيا بمنطقة لوجانسك. لكن وقف إطلاق النار لم يسر بالكامل». واتهمت واشنطنموسكو بإرسال طوابير من المدرعات، التي تنقل الجنود للقتال في الأيام الأخيرة قبل بدء وقف إطلاق النار لمساعدة المتمردين الموالين لروسيا في تحقيق مكاسب على الأرض قبل الهدنة. وحمل وقف إطلاق النار بعض مظاهر الهدوء للمرة الأولى منذ أن رفض المتمردون الموالون لروسيا هدنة الشهر الماضي وحققوا تقدماً أثار قلق الدول الغربية.