تسابق تربويون بالصوت إلى معالي وزير التعليم الجديد (أبي محمد) مطالبين بعودة هيبة المعلم المفقودة، مشددين على أهمية اتخاذ خطوات كفيلة بتحقيق هذا الأمر، وكأن معالي -عفوا- أبا محمد يمتلك عصا سحرية، متناسين أن هذا المطلب يتكرر مع قدوم كل وزير. وليت هؤلاء المتباكين على هيبة المعلم توقفوا أمام الأسباب الحقيقية لضياع هذه الهيبة؛ فالهيبة – يا سادة- لن يفقدها معلم مخلص منتم لعمله، صادق في حرصه على طلابه، مطور لقدراته، مجدد لمعارفه وأدواته، محترم لأوقاته، ضابط لتصرفاته، قدوة في كل حالاته، تربوي في معاملاته، إنساني في علاقاته، أبوي في تصويباته، وطني في توجهاته، عقلاني في قراراته، رقيب على ذاته. الهيبة لن يفقدها معلم مشارك في إدارة فصله ومدرسته، مبادر مع إدارة تعليمه أو وزارته، معلم أقبل على التعليم بانتماء، وهو مستحضر رسالة الأنبياء ومتأس بنهج العلماء. ولا تحسبوا ذلك ضربا من الأمنيات، فالميدان التربوي يزخر بالطاقات والكفاءات من الثقات، الذين مازالوا يفرضون احترامهم أينما حلوا، دون أن تهتز هيبتهم أو تنتقص مكانتهم لا لشيء إلا لأنهم هابوا مهنة التعليم فهابهم الناس، ولوا عابوها لعابهم الناس!! هيبة المعلم إن لم تنبع منه باقتدار، فلن تزرع فيه أو تنتزع منه بقرار!!