يُعد الأمير محمد بن سلمان واحداً من الشخصيات الغامضة التي أثرت الشارع السعودي بالحديث مؤخراً، ومعظم الذين يتحدثون عن شخصيته لا يعرفون شيئاً عن الأمير، فَهُم فقط ينقلون عمّا يسمعون، مما جعل كثيراً من الحديث غير حقيقي ومبتذل. في الواقع إن قوة شخصية الأمير كونها تتمتع بكاريزما جاذبة أكثر من المعتاد، ما يجعل الحديث عنها يغري المجالس والمنتديات والإعلام، لكنها قد تكون فعلًا بعيدة عن الأضواء، عرفتُ ذلك من خلال تجربة شخصية عاصرتها عندما كان الأمير رئيساً لمجلس إدارة مدارس الرياض التي عملت بها يوماً من الأيام. وقد تحدثت في مقال سابق عن تلك المدارس ذكرت فيه أن العمل فيها متعة أكثر من كونه تكليفاً، فكل ما تراه يدعوك إلى أن تعمل. لقد كانت المدارس تأخذ طابعاً مختلفًاً قل أن تجد له نظيراً في مدارس العاصمة المختلفة، كان التطوير يسري في شريان ذلك الكيان دون أن نعلم أين مهندس تلك القرارات، حيث استطاعت المدارس أن تضع لها قدماً في مقدمة السباق التربوي بعد رئاسته بفترة وجيزة، ثم تغيرت البيئة التربوية فأصبحت من أهم الصروح العلمية جذباً للكفاءات والطامحين للإبداع، وكل ذلك يحدث دون أن يُجيّر هذا الإنجاز لأحد، سار الأمير متخذاً هذا المنحى حتى وصل المكانة التي بدورها وضعته كواحد من أهم صنّاع القرار في المملكة العربية السعودية. وقد قاد الأمير الشاب في المجتمع السعودي أهم الصراعات في إثبات قوة الشخصية الشابة الطامحة، في مجتمع لا يرى للقوى الشبابية أي دور في صناعة القرار، فمثَّلها خير تمثيل وكان من نتاج ذلك أن ضُخّت دماء شابة لعدة حقائب وزارية تُمثل كفاءات مستقلة، مُنِحت لهم الثقة بناءً على هذه التجارب.