أعلن رئيس الوزراء التونسي المكلف الحبيب الصيد أمس عن تشكيل حكومة ائتلافية من 24 وزيراً وتضم حركة نداء تونس وخصمها الرئيس حركة النهضة الإسلامية وأحزاباً أخرى وسيتم عرضها يوم غد الأربعاء على البرلمان لنيل الثقة. جاء إعلان حكومة ائتلافية بعدما واجهت حكومة رئيس الوزراء التونسي المكلف الحبيب الصيد تهديداً بعدم الحصول على الثقة في البرلمان الأسبوع الماضي من الأحزاب الرئيسة المعارضة للتشكيلة الوزارية الأولى التي وضعها الصيد. وأدَّى رفض الأحزاب السياسية للتشكيلة الأولى للصيد التي لم تضم أي مسؤول من النهضة إلى اضطرار الصيد لخوض جولة مفاوضات جديدة بهدف إدخال تعديلات. وقال الصيد إنه عين الطيب البكوش الأمين العام لحزب نداء تونس الفائز في الانتخابات البرلمانية وزيراً للخارجية. والبكوش من الفصيل اليساري في نداء تونس. وعين سليم شاكر وهو مهندس مختص في الإحصاء الاقتصادي وزيراً للمالية. وشاكر ذو توجهات ليبرالية وعمل مستشاراً للبنك الدولي. ويؤيد شاكر التسريع باجراء إصلاحات اقتصادية لإنعاش النمو في تونس. وضمن تشكيلة الحكومة سيشغل زياد العذاري القيادي بحركة النهضة منصب وزير التشغيل. كما أسند الصيد 3 حقائب وزير دولة إلى حركة النهضة. والاتفاق على حكومة ائتلافية خطوة من شأنها أن تحافظ على استقرار الانتقال الديمقراطي الهادئ في تونس مهد انتفاضات الربيع العربي. وأصبح التوافق بين الخصوم السياسيين في تونس سمة مميزة في المشهد التونسي لإنهاء عدة أزمات. وتحتاج تونس لحكومة قوية لمواجهة الجماعات الإسلامية المتشددة التي زاد خطرها إضافة إلى إصلاحات اقتصادية يطالب بها المقرضون الدوليون لإنعاش الاقتصاد العليل. وقال الصيد في كلمة للتونسيين «أدخلنا تعديلات على التشكيلة لإضفاء مزيد من النجاعة والفاعلية وتعبئة الطاقات للمرور للعمل الفوري ومعالجة عديد الملفات الملحة والتحديات القائمة.» وعين فرحات الحرشاني في منصب وزير الدفاع وهو مستقل. كما أسندت وزارتا الداخلية والعدل لمستقلين وهو ما يتطابق مع طلب النهضة التي طلبت تحييد وزارات السيادة. وتضم الحكومة أيضاً وزراء من الاتحاد الوطني الحر وآفاق تونس وهما حزبان ليبراليان. ومشاركة حركة النهضة تلقى رفضاً من جناح في حركة نداء تونس التي تضم مسؤولين عملوا مع الرئيس السابق زين العابدين بن علي إضافة إلى يساريين ونقابيين. وفي سياق الرد على ردود الأفعال الغاضبة حول مشاركة النهضة فى حكومة الحبيب الصيد، قال القيادي في حزب نداء تونس نورالدين بن تيشة «النهضة فى الحكومة وليس فى الحكم». وأرجع بن تيشة ذلك إلى أن حزب نداء تونس يحظى ب 86 مقعداً في البرلمان متقدِّماً على حركة النهضة الذي حصل على 69 مقعداً . كما أشار إلى أن السلطة التنفذية بيد حركة نداء تونس وفق تعبيره. بحسب ما ذكر موقع إذاعة شمس إف إم. وأضاف نورالدين بن تيشة فى تصريح لبرنامج ستديو شمس قائلاً « الحكم بمنطق السلطة يكمن في أن الوزارة الأولى بيد شخصية مستقلة، كلفها النداء بتولى هذه المنصب وذلك بالتوافق مع رئيس الجمهورية، مما يعني وفق تحليله أن «مركز الحكم خرج من يد حركة النهضة إلى نداء تونس».