اختتمت مساء أمس، في لندن، فعاليات مؤتمر الطلبة السعوديين الثامن في المملكة المتحدة، الذي أقيم برعاية كريمة من قبل سفير خادم الحرمين الشريفين بالمملكة المتحدة الأمير محمد بن نواف وبتنظيم من الجمعية العلمية للطلبة السعوديين بالمملكة المتحدة وإشراف مباشر من الملحقية الثقافية السعودية في لندن وبرعاية جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية واستضافة جامعة إمبريال كوليدج البريطانية. وجرى توزيع الجوائز على أربعة فائزين من ضمن أكثر من 900 مشارك وباحث سعودي يدرسون في بريطانيا، وسلم البروفيسور جان لو شامو، رئيس جامعة الملك عبدالله، شهادات التكريم والجوائز للطلاب السعوديين الفائزين وهم الطالب طارق أبولبدة متخصص الكيمياء في جامعة ليستر وكان عنوان ورقته "تطوير البلاستيك والبلاستيك الحيوي"، والطالب عبدالله مداري الحربي متخصص السلوك التنظيمي وادارة الموارد البشرية من جامعة هال الذي قدم ورقة بعنوان "أثر تفاعل القائد والأعضاء على مقاومة التغيير"، فيما فازت سارة السبيعي من قسم الكيمياء في جامعة أمبيريال كوليدج عن ورقتها "قدرات الخلايا الجذعية الجنينية المدعومة بفحص المزرعة ثلاثي الأبعاد بواسطة البيئة الحيوية الدقيقة"، وقدمت منار سمان من قسم معهد ليدز لأمراض السرطان في جامعة ليدز ورقة بعنوان "التحليلات متعددة الجينومات والترانسكريبتومية لإعادة تصنيف سرطان الفم" حصدت بها الجائزة الرابعة. وتحدث المهندس نظمي النصر نائب الرئيس التنفيذي لجامعة الملك عبدالله، في ختام جلسات المؤتمر، عن تجربته في السبعينيات وتاريخ التعليم في السعودية، مشيراً للتغيرات الكبيرة التي حصلت في السعودية مع ازدهار التعليم، ومؤكداً في الوقت نفسه أن محرك التغيير في التعليم بالسعودية حدث بطاقات خريجي الجامعات. ووجه النصر كلمة لكل الطلبة السعوديين في المملكة المتحدة قائلاً لهم: أنتم الطلبة الذين ستحققون رؤية السعودية في السنوات القادمة، كل الإمكانيات متوفرة لتحقيق ذلك بوجود العقول والطاقة. وبارك النصر في ختام كلمته نجاح المؤتمر معتزاً بمشاركة جامعة كاوست "حضورنا إلى هنا ومشاركتنا في الإعداد والتنظيم والتحكيم لأبحاث وأوراق طلبتنا السعوديين هو فخر لنا في جامعة الملك عبدالله". وكانت فعاليات اليوم الثاني والأخير للمؤتمر، أمس، قد بدأت بمحاضرة نائب الرئيس للمبادرات السعودية في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الدكتورة نجاح عشري، التي استهلتها بالتعازي الحارة في وفاة فقيد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله مؤكدة أن إيمان الملك عبدالله رحمه الله في ضرورة الاستثمار بالتعليم اتضح جلياً في الجامعات التي أنشأها في مختلف أرجاء المملكة وفي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي وهنأت د.نجاح الشعب السعودي بمناسبة تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لمقاليد الحكم مشيرة إلى حكمة الملك سلمان التي تجلت في مواضع كثيرة منها أثناء توليه إمارة الرياض واعتبرت أن توليه حفظه الله مقاليد الحكم نعمة عظيمة وأنها بداية لعهد من الإزدهار والتقدم. ثم تحدثت الدكتورة نجاح بعد ذلك عن الباحثين السعوديين الشباب وأكدت على ضرورة تهيئة جيل شاب من الباحثين يتحلى بأخلاقيات البحث العلمي ويؤمن بأهميته لرسم مستقبل المملكة العربية السعودية. عقب ذلك انطلقت ثماني جلسات علمية متزامنة غطت فروعا مختلفة من التخصصات العلمية والإنسانية وقد تم طرح أوراق علمية جادة منها ورقة طرحها طالب الدكتوراة في السنة الثانية أحمد الطحيني في جامعة كوينز بلفاست وتحدث فيها عن مدى رضا المترجمين المحترفين في السوق السعودي ومدى رضا شركات ومؤسسات الترجمة عن برامج تدريب وتعليم المترجمين في الجامعات السعودية و قد أجرى الطالب بحثه على 15 مترجما سعوديا و 15 جهة ترجمة في المملكة. حيث وجد أن هناك عدة أمور تحتاج للدراسة و إيجاد حلول لها من أجل تطوير برامج تعليم و تدريب الترجمة في الجامعات السعودية و التي من ضمنها وجود فجوة بين الجامعات واحتياجات السوق السعودي في مجال الترجمة. كما وجد الطحيني أن هناك عدم رغبة من خريجي الترجمة في المملكة بالعمل في نفس المجال وذلك لأن بيئة العمل غير جاذبة من ناحية السلم الوظيفي و المزايا المصاحبة ودعا الطالب جهات القرار والجهات المعنية بإعادة النظر في ما يخص هذا المجال. ثم قدم البروفسور جوليان جونز الأستاذ في كلية الهندسة قسم المواد بجامعة إمبريال كولج محاضرة بعنوان المواد المتطورة للطب التجديدي، ذكر خلالها أن علم هندسة الأنسجة يعدنا بأن المزج بين هندسة المواد والأحياء سيساهم (بمشيئة الله) في صنع أجزاء جسم بديلة ولكن إمكانات هذ العلم لم تستوف بعد لإنجاز المأمول لذك برزت الحاجة الماسة للإبتكار في علم المواد ليتحدث بتفصيل أكثر عن تأثير هندسة الأنسجة في صنع مواد تستطيع أن تساعد الجسم في إعادة معالجة عيوب العظام والغضاريف منتهياً بعد ذلك إلى أن الجزء غير العضوي من الهجين يمكن أن يطلق أيونات علاجية التي بإمكانها أن توجه الخلايا و يمكن أن تقلل من الاعتماد على الأدوية التقليدية.