انتقد وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، مجدّداً سياسة احتواء التصعيد مع حزب الله بعد مرور يومين على تنفيذ الأخير هجوماً أسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين. وفيما اعتبر ليبرمان، خلال زيارته أمس إحدى تلال هضبة الجولان المشرفة على الحدود السورية، أن هذه السياسة تأتي بدافع ضمان استتباب الهدوء على المدى القصير، فإنه رأى أنها "ستضرّ بالأمن وبقوة الردع الإسرائيلية على المدى البعيد". ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عنه قوله إن "حزب الله يسعى لتحويل الجولان السوري إلى موقع أمامي لقواته ومنطلقاً لاعتداءاته على إسرائيل بما يشبه الوضع في جنوبلبنان". كان ليبرمان طالب بردٍ شديد على هجومٍ لحزب الله على مركبة عسكرية إسرائيلية قرب الحدود مع لبنان الأربعاء الماضي؛ أسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة 7 آخرين. في سياقٍ آخر، طرحت الحكومة الإسرائيلية أمس مناقصاتٍ لبناء 450 وحدة استيطانية جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ في خطوةٍ ندد بها منتقدون للحكومة باعتبار أن لها دوافع سياسية قبل الانتخابات العامة التي تجري في مارس المقبل. لكن المتحدث باسم وزارة الإسكان الإسرائيلية، آرييل روزنبرج، ذكر أن "الحكومة تعيد فقط طرح مناقصات سبق وأن طرحتها العام الماضي". وتجري الانتخابات في 17 مارس، ويسعى خلالها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للفوز بولاية رابعة. وتتنافس مجموعة من الأحزاب منها حزب "ليكود" بزعامة نتنياهو للفوز بأصوات المستوطنين. من جهتها، اعتبرت المسؤولة البارزة في منظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، أن "أرواح الفلسطينيين وحقوقهم وأراضيهم تُنتهَك مرة أخرى لخدمة الحملات الانتخابية الإسرائيلية". وستُبنَى الوحدات الجديدة الواردة في المناقصات في عددٍ من المواقع القريبة من مدينة الخليل في الضفة الغربية وعدة مستوطنات في منطقة القدس. علاوةً على ذلك، أفادت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية المناهضة للاستيطان بتقديم السلطات خططاً لبناء 93 منزلاً جديداً في مستوطنة جيلو في القدسالشرقية. ووصفت الحركة هذه الخطوة ب "لفتة دعائية قبل الانتخابات؛ تهدد بمزيدٍ من تدهور العلاقات بين إسرائيل والولاياتالمتحدة" قبل كلمةٍ يعتزم نتنياهو إلقاءها أمام الكونجرس في ال 3 من مارس. وبحسب الحركة فإن "نتنياهو يضيف صفعة أخرى على وجه الأمريكيين فلا يظهر احتراماً لأوثق حلفاء إسرائيل". ولن يلتقي الرئيس الأمريكي رئيس الوزراء الإسرائيلي حين يزور الولاياتالمتحدة في مارس؛ إذ قال الأول إنه سيكون من "غير الملائم" أن يجتمع مع الثاني قبل الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية. وفي قريتي بلعين وكفر قدوم في الضفة الغربية، رشق متظاهرون فلسطينيون بالحجارة جنوداً إسرائيليين فضّوا تجمعاتهم المناهضة للاستيطان. في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي إلقاء القبض على 5 فلسطينيين "مطلوبين" وضبط مخبأ للأسلحة في منزل في مدينة الخليل. ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أمس عن مصادرها أن الجيش ألقى القبض خلال عمليات على 5 فلسطينيين مطلوبين يُشتبَه في تورط 3 منهم في أعمال عنف. وأشارت الصحيفة إلى "ذخيرة وسلاح مضاد للدبابات ومسدس من بين الأشياء التي تم ضبطها في مخبأ الأسلحة"، مضيفةً أن "جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) يجري تحقيقات مع المقبوض عليهم". وتشن القوات الإسرائيلية حملات اعتقالات بصورة شبه يومية في أنحاء الضفة الغربية لملاحقة أشخاص تصفهم ب"المطلوبين".