في ظل ما تشهده مدينة بريدة من تطور في العمران والإسكان، وما يتوافر في معظم الأحياء من خدمات مميزة تقدم من جميع القطاعات الحكومية والخاصة، وتجعل الساكنين يتهافتون على هذه الأحياء طمعا في الحصول على سكن لهم. ومع الاهتمام المتزايد بهذه الأحياء وإضافة اللمسات الجمالية لها، بقي حي الرابية (اللابدية سابقاً) مهمشاً بدون أي تطوير يشتكي الجفاء وقلة الاهتمام، فحي الرابية الموجود في شمال شرق بريدة على طريق الطرفية (الطرفية التي تعتبر المتنفس الشتوي لأهالي بريدة)، الذي يزيد عدد ساكنيه عن 5500 نسمة، ويعتبر الحي من أقدم الأحياء في بريدة، ويعود تاريخه إلى أكثر من ربع قرن، بحسب الأهالي. وجالت “الشرق” في الحي، ورصدت تدني مستوى الخدمات، مقارنة بالأحياء المجاورة، بالرغم من أنه لا يفصل حي الرابية عنها سوى شارع فقط، ويلاحظ في الحي السكن العشوائي بدون أي تخطيط أو تنظيم، وبعض البيوت الشعبية التي يزيد عددها عن ستين منزلا، إضافة إلى البيوت المهجورة. كما يلاحظ كثرة العمالة الوافدة داخل الحي، كما أن أكثر الطرق بين البيوت غير مسفلتة، فيما المسفلتة تفتقر للصيانة، لكثرة الحفر والتشققات، ويعاني الحي من تدني مستوى النظافة. ويقول عبدالله فرحان الفريدي إن أكثر ما يزعجهم تدني مستوى النظافة، فتشاهد المخلفات منتشرة في كل مكان، وتسبب الروائح الكريهة، وتجتمع الكلاب والقطط، مشيرا إلى مشكلة انقطاع الكهرباء عن الحي خاصة في فصل الصيف، وضعف الإنارة. ويؤكد عبيد محمد الحربي أن الانقطاع المتكرر للكهرباء يسبب لهم الكثير من المتاعب في الصيف، فبالرغم من قرب محطة الكهرباء، التي لا تبعد سوى عدة كيلو مترات، إلا أننا نعتبر من أكثر الأحياء معاناة من الانقطاع المتكرر، إضافة إلى كثرة أعمدة الكهرباء والمنتشرة بالحي، مطالبا بإزالة الأعمدة واستبدالها بشبكة كهرباء أرضية. ويضيف عبدالعزيز طرقي زيد أن الحي يفتقد لوجود متنزهات أو حدائق، مطالبا بإزالة مجاري التصريف الموجودة خلف الحي، لما تسببه من جلب للحشرات ونقل للأوبئة والأمراض. أما الحميدي عبدالله الحربي فيتمنى أن يتم سفلتة الحي بالكامل، ورصفه خاصة الطرق المؤدية إلى المنازل، والمؤدية لمزارعهم خلف الحي. ونتمنى أيضاً أن يتم عمل صيانة للطرق المسفلتة داخل الحي نظراً لكثرة الحفر بها. ويوضح محمد فريح مزيد أن عدم وجود تخطيط للمباني السكنية داخل الحي ساهم في انتشار البيوت العشوائية والمهجورة، والآيلة للسقوط، ما يعكس صورة سلبية للحي، ويحد من العمل على تطويره مستقبلاً، مشيرا إلى دخول المياه للمنازل عند سقوط الأمطار. وعبر عوض زايد الحمادي عن استيائه من كثرة العمالة. ويشير ضيف الله فرحان الحربي إلى أن الجهة المسؤولة عن إنشاء شبكة الصرف الصحي داخل الحي تتأخر في إنجاز مشروعها، فتجد معداتهم وأدواتهم متكدسة بالحي ولم يطرأ عليها أي تغيير. ويؤكد وكيل الأمين للخدمات صالح الأحمد في بريدة أن الحي يقع ضمن نطاق الأحياء المجدولة حسب البرنامج المعد لإعادة التنظيم بالأحياء دون استثناء بمدينة بريدة. بيوت عشوائية تسكنها عمالة أجنبية بحي الرابية