أكد الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن الهيئة تتجه لتطوير موقع سوق عكاظ الذي تملكه الهيئة تطويراً كاملاً من خلال مدينة سوق عكاظ الثقافية، التي أعلنت الهيئة عن إقامتها بأمر ملكي كريم على مساحة 12 مليون متر مربع. وقال: «أنا سعيد أنني صاحبت بدايات سوق عكاظ عندما كان مناسبة صغيرة، ثم جاء الأمير خالد الفيصل ونهض بهذا المشروع الريادي الكبير، والآن جاء الأمير مشعل بن ماجد ليكمل مسيرة الاهتمام والدعم لهذا الموقع وهذه الفعالية». وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن سوق عكاظ أصبح الآن من العناصر المهمة في مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري، الذي أقره خادم الحرمين الشريفين وانطلقت الهيئة وشركاؤها في تنفيذه، مشيرا إلى دور سوق عكاظ في إبراز تاريخ وحضارات الجزيرة العربية؛ حيث مسيرة القوافل من وإلى مكةالمكرمة، وتعزز ذلك بانطلاق الإسلام العظيم، فكان هناك دور ثقافي واقتصادي كبير لتجمع هذه القوافل في مكان مثل سوق عكاظ وانطلاق الحركة الثقافية والاقتصادية منه لكافة الأنحاء. إلى ذلك، تشهد جادة سوق عكاظ حراكاً متنوعاً ينقل الزائر للسوق إلى أجواء التراث والثقافة والفكر والأدب، وحتى الاقتصاد، وهو ما كان عليه السوق قبل آلاف السنين، مما جعل الجادة هدفاً رئيساً لزوار سوق عكاظ؛ حيث الحضور المكثف بشكل يومي منذ افتتاح السوق في دورته الثامنة يوم الخميس الماضي. الجادة التي تشرف عليها الهيئة العامة للسياحة والآثار وتمثل العنصر الرئيس في برامج وأنشطة السوق، شهدت تنظيم سلسلة من المعارض المتخصصة؛ للتعريف بإسهامات الوزارات والهيئات والقطاعات الحكومية المشاركة في مجالات الثقافة والعلوم والمعرفة، والتواصل مع الجمهور الراغب في التعرف على طبيعة أعمال تلك الجهات وإنجازاتها. ومن بين الأعمال التي تنفذها هيئة السياحة، تنظيم الرحلات السياحية لزوار سوق عكاظ، وتشمل المعالم السياحية والأثرية في محافظة الطائف، إضافة إلى تنظيم المعرض المصور المخصص للبعد الحضاري، إضافة إلى الجوانب الاقتصادية والتسويقية على جانب السوق، التي جعلت من الحركة الشرائية حدثاً بارزاً في السوق. ولعل أكثر ما يستوقف زائر سوق عكاظ هي العروض المسرحية التي تقدم يوميا على طول الجادة، وما يسمى ب «مسرح الشارع»، بعرض حي ومباشر على مدى 45 دقيقة، يحاكي فيه أكثر من 170 شخصاً الحياة والنمط الذي كان يعيشه الناس في مسرحية بطلها الشاعر «عمرو بن كلثوم» كالحركة التجارية والأسواق، والقوافل، والشعر، والمعلقات، والخطابة، وغيرها من فنون الأدب والثقافة في سوق عكاظ.