قدم النادي الأدبي في مكة محاضرة بعنوان «مفكرون مغاربة... دراسة نقدية»، مساء أمس، للدكتور حميد محمد عباس سمير، وهو أستاذ في جامعة «أم القرى» المغربية، وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية. وأوضح الدكتور عباس سمير أن المفكر الغربي طه عبدالرحمن ميز روح الحداثة بمبادئ سامية ترتفع عن الواقع والتطبيق، وذكر أن الحداثة خرجت عن مقاصدها، ما جعلها تتعرض للنقد من قبل العلماء العرب والغرب. وبناء على ذلك، قام المفكر طه عبدالرحمن بنقد الحداثة التطبيقية، وتقديم حلول عملية حديثة، بتقديم كتابين «سوء الأخلاق وروح الحداثة»، و»المدخل إلى الحداثة الإسلامية». وأشار الدكتور حميد إلى مبادئ الحداثة الفلسفية لدى المفكر المغربي طه، يتمحور المبدأ الأول منها حول الأنسنة، ويقصد بها روح الحداثة في الإنسان، فلا حداثة بدون إنسان، ولذلك تعتبر من المبادئ الأساسية لتحقيق الذاتية والإيجابية والفعالية، ويقوم المبدأ الثاني على العقلانية، ويقصد به التفكير النقدي، وهو انتقال الإنسان من حالة الاعتقاد إلى حالة الانتقاد، والمطالبة بالدليل للوصول إلى الاقتناع، أما المبدأ الأخير يقوم على التعميم. وذكرت عضوة مجلس إدارة النادي الدكتورة هيفاء فدا ل»الشرق» أن هدف اللقاء هو التعرف على ثقافة الأدب المغربي، ودعم الحركة الثقافية والأدبية، وإثراء الحياة الفكرية لسكان مكة. وأشارت أنها فرصة للنادي أن تستضيف الدكتور حميد ليتعرف المفكرون والكتاب المكيون على الفكر والثقافة المغربية، حيث تصادف موعد إقامة المحاضرة مع معرض الدارالبيضاء للكتاب بالمغرب في دورته ال 18، وها هم المغاربة يتطلعون للفكر السعودي من خلال المعرض، والمكيون يتعرفون على الفكر المغربي في أدبي مكة. وأشارت فدا إلى أن من أهداف النادي إقامة المحاضرات والملتقيات وورش العمل المختلفة، لرفع درجة الوعي الثقافي بالمجتمع المكي، وتنويع النشاطات المختلفة في النواحي الثقافية. وأضافت أن النادي الأدبي سيستقطب شخصيات أدبية من جميع الدول، باستخدام التقنية الحديثة.