لايزال الحديث عن طريق عقبة ضلع مستمراً.. الحوادث تتزايد.. الأخطار لاتزال تحدق بالعابرين خاصة من المعلمين والموظفين الذين يرتادون الطريق بشكل يومي، ناهيك عن العائلات والأسر التي يهمها الاستمتاع في الاستراحات القريبة من الطريق. ويعتبر طريق (عقبة ضلع) الرابط بين منطقة عسير ومنطقة جازان من المعالم الجمالية والخدمية، الذي أضحى مقصداً يومياً لآلاف من الأسر ساكني منطقة عسير على مدار العام، ومعبراً للباحثين عن الدفء والاستمتاع بالشواطئ البحرية في السهول التهامية؛ حيث حظي باهتمام ومتابعة الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير منذ أن تولى إمارة المنطقة، وتنتهي حقبة من الزمن كان خلالها الطريق يعاني سوء التخطيط والتنفيذ وكذلك الإشراف، إضافة إلى طبيعة الأماكن الجبلية الوعرة، والأودية الكبيرة التي تحتضن سيول الأمطار المنقولة، وسقوط الكباري والجسور، والحوادث المرورية التي راح ضحيتها آلاف من أبناء المنطقة، كل هذه عوامل كانت سبباً في تعثر عقبة ضلع لربع قرن ويزيد. «الشرق» استطلعت آراء عدد من ساكني مدينتي أبهاوخميس مشيط، وهم أكثر الناس استخداماً لهذا الطريق؛ حيث طالب رئيس قسم تقنية البيئة في كلية خميس مشيط التقنية عبدالله سعيد سيف بالاهتمام الجاد بهذا الطريق، وقال: هناك آلاف من مرتادي الطريق بشكل يومي، واصفاً إياه بالشريان الحيوي الذي يصل جبال السروات بالمناطق الساحلية، مضيفاً أن الطريق بحاجة إلى إنارة مزدوجة على الجانبين تبدأ من أعلى العقبة نزولاً حتى النفق الثاني كمرحلة أولى، وتشجير المرافق التابعة للطريق. فهد سعد الأسمري أوضح أن العقبة تخدم ما يقارب المليون مواطن، وقال: هذا الطريق يخدم شريحة كبيرة من المعلمين والمعلمات للوصول لأعمالهم ومدارسهم، وهم يعانون أشد المعاناة من خطورة هذا الطريق ليلاً والمتمثلة في كثرة حوادثه، التي نتج عنها وما يزال عديد من الإصابات والوفيات. وأضاف قائلاً: تحدث أيضا اختناقات مرورية أثناء الإجازات الأسبوعية بسبب رغبة العائلات في قضاء بعض الوقت في الاستراحات الموجودة على امتداد الطريق، وصولاً حتى محافظة الدرب. وناشد إبراهيم محمد عسيري المسؤولين في أمانة منطقة عسير وإدارة الطرق بإنارة الجزء العلوي من العقبة كمرحلة أولى التي تخدم آلافاً من المواطنين الذين يرتادون الاستراحات والمتنزهات الواقعة على بعد 15 كم من مدينة أبها، وتزدحم المركبات في ذلك الجزء بشكل كثيف خصوصاً في الفترة المسائية، التي تعتبر وقت الذروة؛ حيث يجتمع الناس بشكل جماعي، ما يشكل خطورة على المرتادين في ذلك الوقت. وزاد الشاب عبدالله أن هذه المساحة المطلوب إنارتها من الطريق، التي يرتادها الشباب بشكل يومي، لا تتجاوز بضعة كيلومترات، وهو أمر في متناول اليد كما يرى، وتابع: نريد أن ننعم مع أسرنا بهذه الخدمة الضرورية. أما وليد العتيبي القادم من محافظة شقراء ويزور منطقة عسير بشكل مستمر فيقول: لاشك أن جمال المنطقة يجعلني أرتادها بشكل مستمر، إلا أن نقص بعض الخدمات مثل إنارة الأماكن الخلوية التي تقع بالقرب من الاستراحات يقف عائقاً. وقال: لاشك أن الأمانة تعي هذه المسؤولية، ونحن من هنا نناشدها سرعة الاهتمام بهذه المنطقة والبدء بتنفيذ ما يمكن تنفيذه بشكل سريع، وترك المشاريع الضخمة إلى خططهم المستقبلية. إدارة الطرق.. من جهته أوضح أمين منطقة عسير المهندس إبراهيم بن محمد الخليل أن الجزء المراد إنارته تابع لإدارة الطرق في المنطقة سواء كانت إنارة أو تشجير أو أرصفة. نافياً أي علاقة لإدارته بتلك المطالب التي وردت في التقرير. من جانبه قال مدير عام إدارة الطرق في منطقة عسير المهندس علي سعيد آل مسفر، رداً على مطالبات الأهالي بإنارة وتشجير الجزء العلوي من عقبة ضلع: «إن إدارتنا تحرص على تحقيق هذه الرغبة التي تصب في خدمة سالكي الطريق الذي تقدر مسافته ب 11 كم، ويقع ضمن اهتماماتنا وفق منظومة الأولويات، التي قد تأخذ وقتاً طويلاً، مقارنة بمشاريع الطرق التي تتطلب منا ومن فريق العمل المكلف المتابعة والإشراف وتذليل المعوقات التي تواجه أداء تلك الشركات في كافة محافظات ومراكز وهجر منطقة عسير وفق التوجيهات التي نتلقاها من أمير المنطقة الأمير فيصل بن خالد، والتعاون الذي نلمسه حقيقة من أمانة منطقة عسير يجعلني أضم صوتي لصوت المواطنين المطالبين بإنارة عقبة ضلع في جزءها العلوي، وأن تنفذه الأمانة ضمن خططها القصيرة، فالعملية تكاملية بيننا وبينهم، وفي كل ما يخدم الوطن والمواطن».