وصلت الخلافات في حماس إلى حد هو الأخطر منذ إنشاء هذه الحركة عام 1987 أي منذ نحو ربع قرن على انطلاق الثورة الفلسطينية. وهذه الخلافات بدأت منذ نحو أربع سنوات عندما تولى خالد مشعل رئاسة المكتب السياسي لحماس بالتجديد والبصم، الأمر الذي أثار حفيظة جناح محمود الزهار في غزة. ولعل العلاقة الطيبة التي ربطت خالد مشعل بنائب قائد كتائب القسام الجعبري من خلال المد بالمال والمحسوبيات هي التي حافظت على الوضع نسبيا في أطر الحركة دون انفجار الخلافات، فضلا عن الظروف الموضوعية للخلافات مع فتح. ومع استحقاق الانتخابات المقررة هذا العام لرئيس المكتب السياسي في الحركة، والتقارب الذي وصل حد الاتفاق مع فتح عادت الأوضاع التنظيمية في حماس إلى أجواء الانفجار من جديد.. فالزهار القيادي الأبرز بعيون الحمساويين بعد رحيل الشيخ أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي يرفض علنا الاتفاق بين خالد مشعل والرئيس الفلسطيني والقاضي بتولي الأخير تشكيل الحكومة الفلسطينية القادمة التي ظل منصب رئيسها موضع خلاف بين فتح وحماس على مدى العامين الماضيين. وأكثر من ذلك فقد أيد الزهار قائد كتائب القسام محمد حنيف الذي اعتبر أنه ليس من حق خالد مشعل الموافقة على هذا الاتفاق دون الرجوع إلى القيادات الأخرى في الحركة. المطلع على توازنات حماس الداخلية يعرف أن خالد مشعل يستقوي بسورية وإيران والكثير من قيادات الإخوان المسلمين في الخارج.. بينما يستقوي الزهار بجناح حماس العسكري ومعظم قادة حماس في الداخل خصوصا في قطاع غزة، هؤلاء الذين ما انفكوا يرون أن خالد مشعل يقود الحركة بتعليمات من الممول الأساسي أي “الإخوان المسلمين” ولا ينصت كما يجب لصوت القيادات الحقيقية في حماس.. هذه القيادات التي تتحين الفرصة للبدء بتكسير أجنحة مشعل قبل الانتخابات أو بعدها ولعل جناح الجعبري أبرز المرشحين.