مضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين أمام مجلس الشورى أمس؛ تؤكد صلابة المملكة في مواقفها المبدئية على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية. كلمةٌ انطلقت من مبدأ الوحدة الوطنية التي تُظلُّ هذه البلاد الخيِّرة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه؛ مبدأ الوحدة الذي لا تسمح قيادة هذه البلاد ولا شعبها بأي تهديد له، أو حتى مساس بما بناه قادة البلاد وشعبها حجراً حجراً. الكلمة التي ألقاها نيابةً عن الملك، ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، قالت الحقيقة بوضوح وصراحة، موجهة خطابها ل «مَنْ يُرهنون أنفسهم لجهات خارجية، تنظيمات كانت أم دولاً».. فهؤلاء «لا مكان لهم بيننا وسيُواجَهون بكل حزم وقوة». إنه الخطاب السنوي الذي يخاطب فيه المليك النُّخبة المؤثرة في مناقشة قضايا الوطن والمواطن، وعرض الخطوط العريضة للسياسات الداخلية والخارجية على نحوٍ يعتني بكلِّ صغيرة وكبيرةٍ في بلادنا المترامية الأطراف. إنه موقف القيادة المسؤولة عن الشعب، موقف الراعي المسؤول عن رعيته، السياسيّ المسؤول عن المواطنين. توقفت الكلمة عند رد المواطنين على دعاة الفرقة والفتنة.. فهذا الردُّ أكد «صلابة وحدتنا»، وهو ردٌّ يتوازى مع يقظة رجال الأمن وتضحياتهم لإفشال مخططات الفئة الضالة. إن ذلك يؤكد أيضاً أن المملكة ماضية في تعزيز الأمن وتحقيق راحة المواطن رغم ما نمر به من ظروف دولية وإقليمية بالغة الحساسية والدقة وما تستدعيه من انشغال بها. عناوين كثيرة حملتها الكلمة الضافية، تناولت تطوير القضاء، وحماية المصالح الاقتصادية، ومشاركة المرأة، والتوازن في التطور ومراعاة متطلبات الإصلاح، وتنمية القوى العاملة، والتنمية، والخدمات. كما تناولت مواقف المملكة المبدئية على الصعيد الدوليِّ، ودورها المؤثر في الأممالمتحدة ومجلس الأمن وفي مجموعة العشرين للدفع بالمصالح الوطنية ومصالح الأشقاء إلى الأمام والوقوف مع الحق والعدل. وهكذا؛ أفصح خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- عن التفاصيل الجلية في السياسة السعودية المستندة إلى مبادئ الدين الإسلامي العظيم.