في انتظار موت مؤجل اختلفت الحكايات، والقصص والمسافات برحيل عام وحلول آخر، حشد لنا بديهية الموت، وتطاير الدماء ودمى الأجساد المستباحة، وانغراس نصل داعش خنجراً في خاصرتنا العربية، وكل ماحل بنا خلال عام 2014 وما لم نستطع تبريره، من أحداث عام كامل من تبعثرنا واختلافنا، وهروبنا وكل محاولات النسيان، والتجاهل والخوف التي عشناها، وكأننا نكمل حكاية السنوات العجاف، ونحن نقلّب «ريموت» نشراتنا الإخبارية ننشد ضوءاً جديداً ينبت في آخر نفقنا المظلم.. ولا ضوء. لم أستطع أن أتفهم كغيري أسباب هذا الموت؟ ولا مبرراته غير أنها إرادة الله وقدر هؤلاء الأبرياء!! ولا أدري ولماذا تتقافز إلى ذاكرتي خلال تلك المشاهد حكايات الحرافيش والهجامة التي تابعناها، وقرأنا عنها في رواياتنا العربية التي تنبأت بتجمع شرذمة من الناس فقدوا كل أسباب الحياة، وجمعوا أنفسهم من كل أوجاع وادعاءات الأرض، في مكان واحد حاملين شعارات وألوية الدين والحق والعدل ومتعهدين بإقامة وتوفير الحماية لضعيفهم، وما إن تتم سيطرة قائدهم حتى يقوم بفرض الإتاوات، واستباحة البيوت، وانتهاك حرمة الإنسان، ثم يتفرغ لجمع المال، والاستمتاع بالنساء، إلى أن يظهر من بين الحرافيش فتوة جديد، يطيح به ويمنح الحرافيش وهؤلاء الشرذمة أملاً كاذباً في التغيير. هكذا دارت اللعبة في عالمنا العربي بقوانين الحرفشة، والهجوم والفتونة لأناس اختلف السياسيون والمحللون في تفسير مبادئهم، ونقلوا جدلية واقعهم إلينا ليكسبوا تعاطفنا فيظن بعضنا أن تاريخ الفتوحات الإسلامية سيعيد نفسه على أيديهم، ويظن آخرون أنهم سيعلنون قيام دولة الإسلام المنتظرة، ويتمسك الباقون بأمل هزيل في اتزان واقعنا السياسي العربي والإسلامي واتحاد مواقع القوى وعودة الصف العربي، وآمالنا الهزيلة دون خيبتها. اختلفت التصنيفات والآراء السياسية حول جماعات العنف المسلحة «ولم تتفق على نقطة صحيحة وسط هذا الضجيج، فأي دولة يمكن أن تقوم على كل أنقاض هذه الجثث، وأي عدالة ستبنى فوق بحيرات الدماء؟؟؟