آلة نعزف على أوتارها نحيباً يحكي حياة مشوَّهة في مجتمع يروي الكمال بطريقته، إنها قصص واقعية تخبرنا أن الإنسان هو أقسى المخلوقات حينما يعامل البشر حسب أقدارهم، يختارون رماحاً حادة لتمزيق القلوب وتكسير المجاديف والآمال في حياة تسودها المغفرة السماوية. يتراقص على هذه المعزوفة مدمن هرب من إدمانه وترك كلَّ شيء خلفه للعودة ولكن لم يجد سوى مجتمع يدير ظهره تجاه التائبين، مجتمع لا يتقن فنون الغفران.. فقط يجيدون فنون الاحتواء، ونتسارع في مشاطرة العتاب والتغني بالأخطاء والمسؤولية على عاتق الأبوين، حقيقة.. ليس ملوماً حينما يعود للإدمان!. يشتد نحيب تلك المشاهد حينما تتحول نظرة كسير أو فقير ويتيم لنظرة عدوانية للحياة فيكون الانحراف الحليف الأقرب للواقع المرير حينها يجرّهم للهاوية جرَّاً مخيفاً مخيِّباً. كل ليلة يجتمع العازف والراقص حول قمة المغفرة على جبل الرحمة ليتراقصا على أنغام كمنجة الغفران فيضرب إعصار من فؤاد الألم وتشنجات في سماء الضياع فتفيض دموع اليأس على وادي آكلي لحوم البشر، وتستمر سيمفونية التمرد ليوم غير معلوم. كل هذه السيناريوهات نراها مراراً وتكراراً في قصص الأولين والآخرين ومع الأسف لم يتعظ الظالم ولا المظلوم حتى يقع في بئر ارتوازي وبعد حين لا نرى سوى أشلائه. هكذا هي عاقبة الأمور تكون حليفة للظالم لا للمظلوم ولكن لا تبتسم أيها الظالم فيومك موعود. زلزال مخيف يهز أرجاء البيوت فيأتي آدم بصراخ يشق الجدار وحواء ترمي بشرر ومزن الألم في عيون الأبناء كبارهم وصغارهم لا تكفير ذنب ولا غفران وتستمر حياتهم على هذا المنوال وفي رواية أخرى أن للذكر مثل حظ الأنثيين في كتاب المغفرة حسب ثقافة المجتمع . ومازال كاتب الألحان على أمل والعازف الحالم يخبره أن الراقص قد فقد الأمل في المزمارِ والقانونِ والنايِ .