في السابق كان كل إنسان يركن إلى دينه ويتقوقع عليه بعيداً عن تلك المساحة التي تفتح للنفس آفاقاً واسعة المدى لأديان آخرى وعقائد شعائرية متعددة. وبغض النظر عما يؤمن به الإنسان من دين وعقيدة كان على الأديان أن تتقارب فكرياً أو حتى روحياً لتمتزج الثقافات وتشكل خليطاً من المعرفة والثقافة بروح وفكر الآخرين وهم بذلك ليسوا مجبرين بالإيمان الجازم بدين لا يؤمنون به سوى أنها ثقافة تزيد من المحصلة الفكرية للعقول ومهما يكن فلكل دين ولو كان بغير عادات وسلوكيات في الحياة لها من الشأن كثير من الفائدة التي لربما غيَّرت مجرى روح وحياة أشخاص يتطلعون للتجديد في الحياة بشغف مع البقاء على المبادئ والمثل المُسلم بها كما خطها الدين ورسمتها العقيدة. بعكس ما يعتقد بعضهم بأن الخوض في هذا المجال يفقده دينه ويفسد عليه عقيدته. هي مجرد ثقافة كان عليهم أن يطلعوا عليها ولو من وراء حجاب فما كان منها حسن يؤخذ ويعمل به، وماكان منها قبيح يترك، ولا ينظر له كي لا ينتج عنه خلاف يؤدي إلى التعصب، وينتهي بقذف الآخر واتهامه بما هو ليس به. وفي آخر هذه العجالة أقول: البحر على مد النظر عميق، وفي النهاية السفينة لها مرسى وساحل.