هي منظومة متكاملة تتعلّق بما آلت إليه النتائج مؤخراً.. وما تلك الانعكاسات والانكسارات إلا نتائج لمُخرجات هذه المنظومة، وهل تُجنى الثمار الطيبة إلا من البذرة الطيبة، نحن من نزرع في التربة الخصبة ونضع اللقاح المُناسب لننتظر بزوغ فجر جديد وشمس جديدة ويوم الحصاد..! المعضلة الحقيقية في منظومتنا تكمن في كوننا لم نتعلّم الدروس الماضية في ذلك الزمن الذي جاز للبعض تسميته «الأغبر» ولم يُدرك هذا البعض أن زمننا الحاضر أسوأ من سابقيه وما كان يحلو للبعض بتسميته زمناً «أغبر» بل كان أجمل وأنقى، وأطهر من هذه الفترة التي يشوبها الضباب، وتُغطي جوانبها روائح الفساد، بل إن الأرض التي ترسو عليها مشاريع التنمية تتوشّح بغطاءات الأوجاع المُتعثّرة وعشرات المشاريع المُتعثرة، بل عشرات الانكسارات، وتزايد الألم والتذمّر الذي صاحب هذه الفترة من الكُل وليس البعض فقط بل ازداد الاحتقان من الصغار قبل الكبار، وأطلقت الألسن عنانها تُطالب بالحقوق والمُكتسبات، تطالب بِجُزء من تُراب الوطن، وحقوقها المُكتسبة في ظل العقد الاجتماعي بين الرعية والراعي، بين الدولة ورعاياها بين الشعب وحكومته مُطالبات طالت الصحة، والتعليم وأخيراً الإسكان، والتأمين، مُطالبات بدأت تتّسعُ شيئاً فشيئاً إلى أن وصلت ذروتها في إيقاف نزيف الدماء من جراء حوادث المُعلمات اللواتي يذهبن من جراء استهتار المسؤولين، وعدم وضع حلول كافية جذرية لهذه المعضلة التي أرّقت الأمة بأكملها، ولم نجد لها آذاناً صاغية حتى الآن، رغم أن المُطالبات بدأت مُنذ القدم وأعلن الغالبية أن «دماءهن» تلتفُ حول رقاب هؤلاء العابثين بأرواح الفتيات، المُخالفين شرع الله، ولا حياة لمن تُنادى، وظلّت الكُرة تتدحرج بين المرور ووزارة التربية والتعليم، والنقل، والطرق والأهالي، وبين الدفاع المدني والسلامة المُرورية والمركبات وكبرت كُرة الثلج إلى أن أصبحت تهتِكُ أعراض الأُسر، وتزرع في بيوتهم عشرات الجثث والألم، وتزيدُ من ترمّل الأطفال وتشرّد الأُسر، ومزيداً من المُعاناة، وتعود منظومة الألم إلى قلب الحدث ولا جديد في الأُفق ولا حلول تذكر ويا قلب لا تحزن.! جاءت التغييرات الوزارية الجديدة حاملة معها 8 حقائب تعني بالدرجة الأولى خلق نوع من التغيير للأفضل كلوحة أولى، ومشهد أولي من خلال منظومة التغييرات، التي شملت الإعلام والصحة على رأس القائمة، كدليل أن المرحلة انتقالية للخروج من عُنق الزُجاجة، وتغيير النمط السائد خلال الأعوام السابقة، ورسالة إلى الجميع أن هذه المرحلة مرحلة قطف الثمار، والسير قُدماً نحو مُجتمع آخذ في التغيير لا محالة، بل هي رسالة للجميع بأن زمن أحادية الرأي والخضوع لبروتوكول الانعدامية والانهزامية والوقوف بوجه التيار الآتي من الخلف بقوة، كصواعق أتت بالأمطار لا تستطيع إيقافها ولكن تستطيع أن تتواكب معها، لأقل الأضرار وهانحن أمام هذه الصواعق والأمطار الغزيرة من التغييرات الجذرية في مُجتمعنا وفيمن حولنا ولنواكب هذه المرحلة كانت هذه التغييرات الوزارية التي نأمل منها جميعاً أن لا تكون مُجرد تغيير في الأثاث والديكور والوجوه بل تواكبها تغييراتُ في المنظومة والقرارات والتنفيذ خاصة أن لاعُذر اليوم لهؤلاء.. يقول سيدنا ووالدنا وقائدنا لنا جميعاً ولهؤلاء (لم آت بكم لنُعلمكم بل نحن نتعلم منكم) كلمة لها مدلولاتها العميقة، أي كونوا على قدر المسؤولية، تملكون الشجاعة في اتخاذ القرارات السليمة التي تنعكِسُ على تنمية الوطن والمواطن، لا تتخاذلوا وتنغمسوا في بيروقراطية الإدارات السابقة ومفهوم العمل البطيء والسير بِخُطى السحالف، فالمرحلة مرحلة القفز على المُنعطفات التي ستواجهكم والأشواك التي يزرعُها تيار التشدد أمام التطور والتغيير، والتنمية كعادته حين المُضي قُدماً إلى بزوغ فجر جديد يُهمّش دور المُنغمسين في الطرقات المظلمة..!!