امتدت المداهمة التي نفذتها قوات وزارة الداخلية في بلدة العوامية صباح أمس على مدى عدة ساعات وأسفرت عن تمشيط المنطقة المستهدَفة بالكامل وتطهيرها من المجرمين الذين ردُّوا بإطلاق النار على رجال الأمن فتم التعامل معهم وفق ما يقتضيه الموقف. بدورها، قالت مصادر أمنية ل «الشرق» إن «الإرهابيين الذين قُتِلوا خلال المداهمة، وعددهم 4، مطلوبون في قضايا سرقة عشرات السيارات وحرق بعضها، وسطو مسلح على عدد من المحلات التجارية وعلى مواطنين، وإطلاق نار على دوريات ورجال أمن، وإشاعة فوضى في البلدة وإيجاد جو يسوده الانفلات الأمني». وكان لعملية يوم أمس أصداء واسعة في المجتمع المحلي بالقطيف، وبادر مثقفون وكتَّاب في المحافظة بإدانة الأفعال الإرهابية ومن يدافع عنها تحت أي مسمى، مشددين على حق الدولة في الضرب على يد هذه الفئة ورفض الأهالي العنف وحمل السلاح. وحمَّل الدكتور توفيق السيف مسؤولية ما جرى أمس في العوامية على «حملة السلاح ودعاة العنف الأعمى، ومن ورائهم الأشخاص الذين يشجعونهم ويبررون أعمالهم، هؤلاء الذين يتخفون وراء نقاب الأسماء المستعارة بدلاً من أن يكونوا شجعاناً ويتحملوا مسؤولية رأيهم». وأضاف في تدوينةٍ كتبها على حسابه في برنامج «واتساب»: «ومثلهم أولئك المستريحون وراء شاشات الكمبيوتر الذين تركوا النصيحة الصادقة والمخلصة وانشغلوا بتبرير العنف ومهاجمة الناصحين، أولئك شركاء في المأساة التي تعيشها العوامية العزيزة، وهم بالتأكيد شركاء فيما يحل عليها من كوارث». لكن «عقلاء البلاد وأهل الرأي فيها أرادوا إيضاح حقيقة أن حملة السلاح الفاسدين والحمقى لا يمثلون أحداً سوى أنفسهم ولا يدافعون عن أي حق سوى أوهامهم الخاصة، وهم يسيئون إلى البلد كله بأفعالهم القبيحة»، بحسب السيف الذي وصف ادعاء هذه الفئة الدفاع عن حقوق البلد بأنه «ليس سوى كذبة مفضوحة»، مشدداً على أنه لا مصلحة لأحد من أهل العوامية في حمل السلاح واستعمال العنف «بل هو محض ضرر على الجميع، ما يتوجب معه التأكيد باستمرار على رفضنا العنف». في السياق ذاته، أكد الكاتب ميثم الجشي على «حق الدولة أن تضرب على يد السرَّاق وعصابات الاغتصاب وترويج المخدرات وبيع الأسلحة أينما كانوا في القطيف أو في تبوك»، محذراً مَن «يضع نفسه في موقف الدفاع عن هؤلاء الشرذمة» مِن «تحمُّل مضاعفات هذا الموقف».وبحسب رؤية الجشي، فإن «إذا كان البعض يعتبر نفسه مدافعاً عن حقوق المظلومين فلا يضع نفسه في موقف الدفاع عن المجرمين والخارجين عن القانون». في الوقت نفسه، انتقد الجشي ما سمَّاها «النرجسية التي يعاني منها البعض من أنهم أهل العزة والكرامة وكأن غيرهم أهل ذل ومهانون»، واعتبر أن هذه النرجسية هي «الأساس الذي تعتمد عليه الداعشية المناطقية التي أدت بالقطيف لهذا الوضع»، متسائلاً «إلى متى يعيش الجميع بسببكم هذا التوتر!».