لم تسلم المشاريع التابعة للجهات الأدبية والثقافية من آفة التوقف وعدم الاكتمال. فقد طال هذا التعثر مؤخراً مبنى نادي الأحساء الأدبي، لكن هذه المرة ليس من طرف المقاول، ولكن من طرف النادي نفسه، بحسب إفادة القائمين على المشروع ل «الشرق» من أن النادي يماطل في دفع باقي دفعات المشروع، لكي يكتمل المبنى. فقط كشف المقاول المنفذ للمشروع الجديد لمبنى نادي الأحساء الأدبي الواقع في مخطط الأمراء خلف قصر «هجر» الملكية شمال مدينة المبرز بمحافظة الأحساء، عن إخلال النادي الأدبي في الأحساء بالعقد المبرم معهم في الاتفاقية وعدم صرف دفعتين متأخرتين وأعمال إضافية أنجزها المقاول. وأكد المقاول على لسان مدير المشروع عبدالله العتيبي ل «الشرق» أن العمل متواصل رغم عدم استلامنا للدفعات، وبحسب المادة رقم (59) من العقد أنه على صاحب العمل أن ينفذ شروط العقد بحسن نية، وأن يدفع للمقاول الأقساط المستحقة دون تأخير. وأضاف: إذا أخل صاحب العمل بأي شرط من شروط العقد أو قصر عن الدفع في الميعاد المحدد، فيحق للمقاول أن يطالب بالتعويض عن الخسائر المترتبة عن هذا التقصير أو ذلك الإخلال. وتابع العتيبي قائلاً: كذلك فإنه لا يجوز للمقاول أن يوقف العمل استناداً إلى تأخر صاحب العمل في الدفع بسبب أي خطأ ينسب إلى المقاول، ويعتبر المقاول متنازلاً عن أي تعويض لا يطالب به خلال ثلاثين يوماً من حدوث الواقعة، التي يطالب على أساسها بالتعويض. وأوضح العتيبي أن قيمة العقد ثمانية ملايين و480 ألف ريال، ومدة التنفيذ 18 شهراً، وتبقى قرابة أسبوعين على التسليم إلا أن المكتب الاستشاري للنادي قام بإضافة 15 عملاً إضافياً جديداً خارج نطاق العقد، كغرفة كهرباء سكيكو، والسور الخارجي، وغرفة بريكر، وغرفة الحارس، والمصعد الكهربائي للنساء مع دورات المياه، وكذلك عمل إحلال تربة للأساسات وأعمال أخرى متعددة تم تنفيذها وهي خارج نطاق العقد. وقال: هذه الإضافات تتطلب وقتاً للإنجاز فيما شارفت مدة العقد على الانتهاء، وتم إنجاز أكثر من 75% من المشروع. وأوضح العتيبي أنه تم استلام مبلغ أربعة ملايين و300 ألف ريال، ويمثل هذا المبلغ نسبة إنجاز 49%، بينما ما تم إنجازه على الواقع أكثر من 75%، وقد استحق الدفعتين الأولى رقم (28) تمثل تركيب أطقم دورات مياه، والدفعة الثانية برقم عقد (19) تمثلت في تركيب سيراميك الدور الأرضي، إضافة إلى دفعتي أعمال إضافية «دبل تي» و«مصعد النساء» بقيمة إجمالية 627130 ألف ريال، وتسببت إضافة «دبل تي» إلى التأخر لمدة شهرين في سير العمل بسبب تعقيدات المكتب الاستشاري ورفضه في البداية التوقيع على استلام التركيب بحجج لا تستند إلى معلومات فنية، لكنه بعد الاجتماع مع مسؤول الشركة الموردة «للدبل تي»، وتوضيح مهندسي الشركة أن الاستشاري لم يعرف نظام الكود الأمريكي لتركيب «الدبل تي» اقتنع الاستشاري بذلك، ولم يراع النادي مدة التأخير لشهرين، التي كانت بسببه وقام بحسم جزاء التأخير. وأردف قائلاً: بحسب المادة (59) من العقد يحق لنا مطالبة النادي بتعويضات بقيمة 219 ألف ريال تعويضاً عن التأخير عن صرف دفعات ماطل النادي والاستشاري في تسليمها في وقتها المحدد دون وجه حق، كما أن المقاول مازال مستمراً في عمله، وهناك دفعات على قرب الاستلام، وهي دفعة رقم (23) لتوريد النوافذ بقيمة 170 ألف ريال، ودفعة أخرى رقم (25) لتوريد الأبواب الخشبية بقيمة 254 ألف ريال. وأشار مدير المشروع إلى مخالفة النادي في بنود العقد بإسناد قاعة المحاضرات إلى إحدى الشركات في منطقة الرياض لإنجاز الديكورات والصبغ والسيراميك والكهرباء بمبلغ تجاوز مليوناً ونصف المليون بتعميد مباشر من قبل النادي، دون طرحه للمنافسة العامة، علماً بأن الأحقية لمقاول المشروع الأصلي، وقام النادي بفصلها من العقد، بينما هذه الأعمال من ضمن العقد السابق وتم الاتفاق عليها. وأبدى العتيبي انزعاجه من رئيس النادي الأدبي في الأحساء بمخالفة اتفاقية العقد، وطلبه توريد التكييف من شركة محددة لشخص معين، بينما في العقد لا يوجد أي اتفاقية على اختيار الاسم، بل تم اختيار نوع الوكيل المصنع للتكييف، فمن الممكن شراؤه من أي مورد إن كان من الأحساء أو الدمام أو أي مكان آخر، فنحن ملتزمون بتركيب ما تم الاتفاق عليه، لكن رئيس النادي والاستشاري حددا اسم شركة لشخص معين يرغب الشراء منه. ونوه مدير المشروع إلى أن المكتب الاستشاري قدم خطاباً لنا بطلب نسبة 10% هامش ربح، ونحن لا نعلم لمَنْ هذه النسبة: هل هي للنادي أم الاستشاري؟، وذلك على موردي التكييف والمصاعد والأعمال الجديدة للمشروع، ولكننا رفضنا طلبهم كونه لم يذكر في العقد المتفق عليه. مؤكداً أحقية شركتهم في مطالبة النادي بمبلغ مليوني ريال، وهي نسبة الإنجاز للأعمال في المشروع، رغم أن المكتب الاستشاري قد استلم الأعمال، لكن النادي يرفض الدفع للدفعات المستحقة. ويوضح العتيبي أن ترسية الإشراف على مشروع المبنى تمت بنسبة 7% من قيمة العقد بدون منافسة، وعدم طرحها للعلن وإنما تعميد مباشر ولو دخلت فيها مكاتب استشارية منافسة لن تتجاوز قيمة الإشراف 2%، بينما ترسية مشروع البناء للمبنى تمت بمنافسات مع مقاولين آخرين. ويناشد العتيبي المتبرعين للنادي انتشال هذا الصرح حتى لا يتعثر، وأبدى استعداد المقاول مواصلة العمل بالمشروع حتى تسليمه نهائياً رغم الصعوبات، التي واجهوها مع النادي. موضحاً أن القضية تم تصعيدها للقضاء، الذي سوف يتم النظر فيها خلال الأشهر القادمة. من جهة أخرى، رفض رئيس مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري التعليق، وتمت إحالتنا إلى المهندس الاستشاري مدير المشروع. موضحاً في رسالة له أن المكتب الهندسي هو المشرف على المبنى، وهذه أمور فنية هندسية مرتبطة بجدول زمني لا يعرفها إلا المهندس، ويمكن أن يفيدنا في هذا الجانب. «الشرق» من جهتها تواصلت هاتفياً مع المكتب الاستشاري الهندسي بناءً على توجيه رئيس النادي الأدبي بالأحساء، وطلب المهندس عبدالعزيز إرسال جميع الاستفسارات بخطاب رسمي من الجريدة بعدما زودنا ببريده الإلكتروني وتم الإرسال بتاريخ 9 ديسمبر 2014م، وبعد متابعته أفاد بأن الرد جاهز، لكن يجب إعادة إرسال خطاب رسمي موجه إلى رئيس النادي الأدبي في الأحساء وتسليمه له شخصياً حتى يتم إعطاؤنا الرد بصفة رسمية.