ميزة الإلهام، أنه لا طبيعة له ليس له حدود أو صفات معينة أو كيفية، كل ما أعرفه أنه دافع أو حافز للإنجاز، الإبداع، التطور أو التغيير. ودواعي الإلهام كثيرة بالنسبة لي، أحدها: صاحب صاحبي. حيث يحدثني صاحبي عن صاحبه ويقول: يأخذ كمبيوتره المحمول معه أينما ذهب، في الجامعة، داخل قاعة المحاضرة وفي المقهى، لأنه من هواة البحث عن أي معلومة يسمعها، يقرأها أو تُذكر أمامه. صاحب صاحبي طالب ماجستير، لكن أتوقع أن عادته البحثية كفيلة بجعله أكثر غنى في المعلومات من أقرانه بل وربما من في مراحل أكاديمية متقدمة . عودة للإلهام، ممتنة لصاحب صاحبي ولصاحبي أكثر، لنقله لذلك. فمن حينها و أنا أحاول اكتساب هذه العادة على الأقل عند قراءتي الكتب والمجلات باللغة الإنجليزية والبحث عن معاني المصطلحات أو المبادئ أو الثقافات الجديدة، أو عند استماعي لأغنية تروقني والبحث عن شاعرها وظروف كتابة قصيدتها، وغير ذلك من المواضع التي تتبلور فيها أسئلة لايجيب عنها إلا محرك البحث. فضلاً عن إدماننا للأجهزة، فلمَ لا يُسخر هذا الإدمان لصالحنا، لصالح عقولنا وإثرائها بشتى صنوف المعلومات والثقافات ومجتمعنا ونهضتنا؟! ختاماً، لا أحد يعرف أين يكمن الإلهام بالضبط؟، هو يأتي بغتة وبأشكال مختلفة، تارة على شكل فكرة ، مقولة أو شخص. فأحسنوا اصطياد فريسة إلهامكم جيداً وتغذوا بها، وكونوا إلهاماً لغيركم دائماً.