قالت فرنسا اليوم انها تريد من مجلس الامن التابع للامم المتحدة اقامة “ممرات انسانية” في سوريا لتخفيف معاناة المدنيين وأنها تناقش مع روسيا قرارا جديدا للامم المتحدة بشأن الصراع. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان بلاده التي انضمت بالفعل الى الصين في استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرارين في مجلس الامن بشأن سوريا لا يمكنها ان تؤيد استخدام المجلس “في المساعدة في اضفاء الشرعية” على تغيير النظام في دمشق. وسبق ان اقترحت باريس في نوفمبر اقامة “ممرات انسانية” بموافقة سوريا او بتفويض دولي لتوصيل اغذية وادوية لتخفيف معاناة المدنيين في الوقت الذي تشن فيه دمشق حملة صارمة على الانتفاضة ضد الاسد. وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه اليوم “فكرة الممرات الانسانية التي اقترحتها من قبل للسماح بوصول المنظمات غير الحكومية الى مناطق تشهد مذابح فاضحة ينبغي ان تناقش في مجلس الامن”. واشتد العنف فيما هاجمت القوات السورية معاقل المعارضة. وداهمت القوات المدعومة بناقلات جند مدرعة اليوم الاربعاء أحد أحياء دمشق. وبموجب الخطة الفرنسية ستربط الممرات الانسانية بين المراكز السكانية في سوريا وحدود تركيا ولبنان والاردن وساحل البحر المتوسط او مطار. وقال جوبيه ان هذه المنطقة يمكن ان يتولى حمايتها “مراقبون” مسلحون لكنه استبعد أي تدخل عسكري مباشر. وقال مصدر دبلوماسي انه ستكون هناك حاجة لقرار من الاممالمتحدة لاقامة الممرات لكن من سيتولى حمايتها وهل هي قوات حفظ سلام أم سيقوم بذلك مراقبون غير مسلحين. وأضاف ان هذا الامر مازال يجري تقييمه، كما ان تمويل مثل هذه العملية يتوقف على شكلها. ويزمع جوبيه مناقشة الخطة مع لافروف في فيينا يوم الخميس. والتقى جوبيه وسفيره لدى سوريا مع عشرات المنظمات الحقوقية ومنظمات المساعدات امس الثلاثاء لبحث ما تحتاج الى تقديمه لدعم السوريين المحاصرين. وقال انطوان برنار المدير التنفيذي لمنظمة الاتحاد الدولي لحقوق الانسان ومقره باريس الذي حضر الاجتماع مع جوبيه “هناك أزمة انسانية تتطور نتيجة للقمع السياسي ونرى ان هناك مشكلة خطيرة في وصول الطعام ومياه الشرب والادوية واستخدام الحرمان من الرعاية الصحية للقمع”. وبعد المحاثات اعلنت باريس عن صندوق قيمته مليون يورو (1.31 مليون دولار) لوكالات المساعدات التي تتعامل مع سوريا وقالت انها ستقترح صندوقا مماثلا على مستوى دولي عندما تجتمع مجموعة الاتصال “أصدقاء سوريا” في تونس الاسبوع القادم. وقال جوبيه ان باريس تتفاوض من جديد على مشروع قرار مجلس الأمن لاقناع الروس لتغيير موقفهم. وقال المصدر انه من السابق لاوانه القول ان كانت الممرات سيتم تضمينها في ذلك القرار. باريس | رويترز