تبخرت أرباح المتداولين في أسواق المال الخليجية أمس، بعد تراجعات حادة شهدتها مع أول أيام تداولات الأسبوع، إذ استقبلت الأسواق إعلان منظمة أوبك عن عدم نيتها خفض الإنتاج من النفط على تراجعات قوية، لينخفض مؤشر الأسهم السعودية أمس عند الافتتاح إلى مافوق ال 500 نقطة، ليقلص فيما بعد من خسائره عند الإغلاق متراجعاً 430.89 نقطة. وأغلق مؤشر سوق الأسهم السعودية أمس عند مستوى 8624.89 بنسبة تراجع 4.76% ، وبتداولات تجاوزت 7.2 مليار ريال، بينما شهدت التداولات ارتفاع أسهم 3 شركات فقط في قيمتها، فيما تراجعت أسهم 157 شركة، إذ بلغ عدد الأسهم المتداولة أكثر من 243 مليون سهم توزعت على أكثر من 143 ألف صفقة. وكانت أسهم شركات البحري والتعاونية وثمار والمواساة وملاذ للتأمين وأسترا الصناعية الأكثر ارتفاعاً، فيما جاءت أسهم شركات بترورابع واللجين وزين السعودية والصحراء وعذيب للاتصالات وسابك الأكثر انخفاضاً. وقد تراوحت الانخفاضات والارتفاعات في تداولات الأمس ما بين 10% إلى 0.17%. كما جاءت أسهم شركات الإنماء وسابك والأهلي والخضري واتحاد الاتصالات ودار الأركان الأكثر نشاطاً بالقيمة، فيما جاءت أسهم شركات دار الأركان والإنماء وكيان السعودية والخضري وملاذ للتأمين والصحراء على قائمة أكثر الأسهم نشاطاً بالكمية. وعلى جانب القطاعات فقد أغلقت جميع قطاعات السوق باللون الأحمر تقدمهم قطاع الصناعات البتروكيماوية بنسبة 9.03%، تلاه قطاع الفنادق والسياحة بنسبة 7.60%، ثم قطاع التشييد والبناء بنسبة 5.84%، فيما كان قطاع النقل أقل القطاعات تراجعاً بنسبة 0.24%.وشهدت التداولات صفقة خاصة على سهم دار الأركان بنحو 3 ملايين سهم بقيمة 29.1 مليون ريال بسعر 9.70 ريال للسهم. وامتدت ردة فعل الأسواق المالية العالمية تجاه هبوط أسعار النفط من السوق السعودي إلى بقية مؤشرات أسواق المال الخليجية، حيث أغلق مؤشر سوق مسقط متراجعاً 6.21% أما سوق الكويت فقد تراجع 3.35% ، فيما تراجع سوق قطر 4.28% أما سوق دبي المالي فقد شهد تراجعات ب 4.74%، وخسر مؤشر سوق أبوظبي ما نسبته 2.63%، أما مؤشر سوق البحرين فقد سجل تراجعاً 0.57%، وهو الأقل من بين أسواق الخليج. من جهة أخرى قال رئيس المركز الخليجي للاستشارات المالية محمد العمران إن ترابطاً قوياً بدا واضحاً بين تراجع النفط وأداء الأسواق الخليجية بصفة عامة والسوق السعودية بصفة خاصة، لافتاً إلى أن التراجعات القوية والسريعة والمفاجئة التي تشهدها أسواق النفط منذ شهرين أثرت بشكل قوي على أداء السوق السعودية، لافتاً إلى أن السوق السعودية تتجاهل أداء الأسواق العالمية التي تسجل حالياً مستويات قياسية، خاصة وأن الاقتصاد السعودي يعتمد إلى حد كبير على النفط، الذي تأثر بضعف الطلب الذي يعتبر العامل الأهم، بالإضافة لوجود فوائض في المعروض من روسيا والولايات المتحدة. وأضاف العمران أن روسيا انتهجت في ال3 سنوات الأخيرة سياسية جديدة جعلتها من أكبر الدول المنتجة للنفط، وبما لا يتناسب مع الاحتياطيات النفطية لديها، وفي حال استمر الضخ بنفس المستويات سينفد مخزونها بعد 20 سنة، كما لعبت أمريكا دورا كبيرا فيما وصلت إليه أسعار النفط الحالية. وقال العمران «لابد أن نضع في الاعتبار أن تكلفة استخراج النفط الصخري 65 دولارا، ومن المحتمل أن تقوم أمريكا بالتوقف عن عمليات إنتاجه وتعود للشراء من الأسواق، وقد نرى إفلاسات لشركات تعتمد على النفط وهذا ينعكس على المؤسسات المالية، ما يخلق فرصا تاريخية للاستحواذ على المؤسسات المنتجة للنفط الصخري. وأضاف العمران أن نقطة التعادل في ميزانية روسيا تتطلب أسعار نفط بين ال90 وال100 دولار للبرميل وهذا سيكون من المستحيل في ظل الأسعار الحالية.