استمرت كتائب الأسد بصب حمم صواريخها ومدفعيتها وقذائف دباباتها لليوم العاشر على التوالي على الحي الذي لا يستطيع أهله دفن قتلاه أو حتى مساعدة جرحاه أو رفع أنقاض البيوت التي يئن من تبقى على قيد الحياة فيها، فلا فرصة و لا هدوء حتى لدقائق كي يتاح للسكان إلتقاط أنفاسهم ولملمة جراح مصابيهم. فالحي يقصف من أربعة محاور وعلى مدار الساعة، بحسب ما أفاد ناشطون قريبون من بابا عمر، ويحاصر السكان في الحي الذي يقارب عدد سكانه ب 100 ألف نسمة في ظل ظروف إنسانية بالغة القساوة حيث الاتصالات مقطوعة وكذلك الكهرباء، وحتى الماء أصبح نادرا، ولم يعد الأهالي قادرين في بابا عمرو حتى على دفن قتلاهم وبحسب ما أفاد ناشطون أن الدفن يتم في الليل وغالبا ما يدفن القتلى بشكل جماعي في أماكن قريبة أو في حدائق المنازل، ويطلق القناصة النار على أي شخص يتحرك، ولا وجود للمسعفين أو سيارات إسعاف وحتى الكادر الطبي بدأ يتناقص بعد استهدافه عدة مرات، وهناك نقص في المواد الطبية الضرورية للإسعافات الأولية، وأفيد أمس عن عائلة قررت الخروج من الحي إلا أن كتائب الأسد استهدفتها بصاروخ مما أدى إلى احتراق السيارة بمن فيها كما استهدفت شاحنة صغيرة كانت تحاول إدخال بعض مواد الإغاثة واحترق فيها ثلاثة شبان، وبحسب ما أفادت لجان التنسيق المحلية على الإنترنت فإن النظام ما زال يعزز قواته في المدينة حيث شوهدت أكثر من عشرين ناقلة جند وكذلك حاملات المدرعات تصل إلى حمص، بينما ما تزال أعمال القتل ونهب المنازل وتهجير السكان قسريا من بيوتهم في حي الإنشاءات مستمرة. وأفادت مواقع الثورة السورية أن دبابات الأسد دخلت حي الحميدية في مدينة حماة وأن القناصة انتشروا على أسطح الأبنية العالية في المنطقة، ويخشى السكان من مصير مشابه لبابا عمرو.