يضطر أهالي قرية حجر 90 كلم شرق محافظة رابغ لشرب واستخدام مياه مخلوطة بمياه الصرف الصحي.. جاء ذلك بسبب تضارب تقارير صادرة عن جهتين حكوميتين، وعلى الرغم من وجود عدد وافر من القرى التابعة لكن هذه القرية تحظى بنصيب الأسد من المياه الملوثة. ويأمل الأهالي في إيجاد حل سريع لهذا الإزعاج الذي سببته تلك التقارير المتضاربة، حتى لو كان ذلك بإيجاد محطة مؤقتة لإنتاج مياه صالحة للشرب، يعمل بعد ذلك على معالجة الموضوع برمته. ففي الوقت الذي أظهر تقرير المركز الصحي بحجر تلوث المياه بالصرف الصحي، كشف تقرير وزارة المياه بسلامة هذه المياه وعدم تلوثها وبالتالي صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، الأمر الذي دفع بمحافظة رابغ لإرسال خطاب إلى مركز حجر لإفهام الأهالي بسلامة وصلاحية مياة الشرب وعدم تلوثها حسب الخطاب، ما أثار حفيظة السكان الذين طالبوا بتدخل إمارة منطقة مكةالمكرمة وتشكيل لجنة لاختبار مدى ملاءمة هذه المياه للشرب بعد أن تضاربت التحاليل. «الشرق» التقت الأهالي واستمتعت لمعاناتهم. البداية كانت مع محافظة رابغ طه عمر بن مبيريك الذي قال ل «الشرق»: تم الرفع لمركز حجر بسلامة المياه وإبلاغ الأهالي بعدم تلوث المياه بناءً على خطاب وزارة المياه والتحاليل المرفقة بخصوص ذلك. أما عضو المجلس البلدي بحجر عبدالله عويض الزبالي فقال: فوجئت باستدعائي من شرطة حجر بناءً على خطاب من محافظ رابغ بإفهامي أن المياه صالحة للشرب، وفوجئت بوجود تقرير من نفس المختبر الذي سبق أن قمنا باستخراج تقريرنا من قبله. وأضاف: مازلت غير مقتنع بصلاحية المياه، فهناك تقرير صادر من مركز صحي حجر قبل عقدين يثبت عدم صلاحية المياه. وأضاف الزبالي قائلاً: تشتهر قرى وادي حجر 100 كلم شرقاً من محافظة رابغ بوفرة المياه لوجود عديد من العيون بها، ومع قلة الأمطار نضبت المياه وأصبحت قرى الوادي مهددة بشح المياه ومع المطالبات المستمرة بتوفير مياه صالحة للشرب تم حفر آبار وتوفير سقيا للأهالي صالحة للشرب عبر إحدى المؤسسات الوطنية. مشيراً إلى أنه تم الاتفاق مع أحد المواطنين وترسية المشروع من الباطن، حيث يقوم بدوره بنقل المياه عبر ناقلات لاتخضع للرقابة. صالح بن شويش قال: مع الأسف المياه غير صالحة للشرب ولدينا تقارير تثبت ذلك، كما أن هناك لافتة تثبت هذا الكلام أيضاً. وقال: طالبنا بإلزام المقاول بالتقيد بالعقد المبرم الذي ينص على أن تكون المياه صالحة للشرب كون نسبة البكتريا في الآبار تصل إلى 120% وطالب بن شويش بسرعة إيجاد حل، وقال: الأمر لايطاق. لقد أصبحنا نخشى على أنفسنا من الأمراض بسبب هذه المياه التي أثبتت التقارير تلوثها وعدم صلاحيتها. عضو المنظمة الدولية لحقوق الإنسان الدكتور إيهاب السليماني قال: لوحة وزارة المياه تثبت عدم صلاحية المياه، والتقارير التي أجرتها وزارة المياه، فيما لو ثبت عدم صلاحية المياه يُعد خداعا وتدليسا ويستوجب المساءلة القانونية. وطالب السليماني وزارة المياه بأخذ عينات جديدة من هذه المياه وتحليلها في مختبراتها والتأكد من مدى ملاءمتها للشرب. وقال عبدالحفيظ الزويهري إن أزمة المياه تضرر منها جميع أهالي قرى وادي حجر بسبب تلوثها بمياه الصرف الصحي، بحيث لانستطيع استخدامها للشرب أو لبقية الاستخدامات. وأضاف: أصبح البعض يشتري أجهزة تنقية المياه علها تساهم في تنقية الشوائب. مشيراً إلى أن كل شيء في قرى حجر أضحى ملوثاً بسبب تلوث شريان الحياة. واعتبر رئيس قسم نواقل الأمراض بالأودية الشمالية مدخل الزبالي أن تلوث المياه من أهم مسببات الإصابة بفايروس (C) وقال: يعاني أهالي قرى حجر منذ عقود من تلوث المياه، وتسببت في كثير من الأمراض منها أمراض الكبد والفشل الكلوي التي مازالت في تزايد مستمر بسبب تلوث المياه. وأضاف: قبل عدة أشهر أجرى المركز الصحي بحجر تحليلاً لعينات من هذه المياه، وأثبت تلوثها بالصرف الصحي وكذلك هناك تحليل صدر من أحد المختبرات المعتمدة لدى وزارة الصحة أثبت وجود بكتيريا بالمياه، وهذا يدل على خطر هذه المياه على الصحة العامة، وينبغي تجنبه وإيجاد حل سريع له. وطالب سعد مويس بإنشاء محطات تنقية طالما يصعب نقل المياه المحلاة من المحافظة التي لاتبعد عن بعض القرى سوى 15 إلى 20 كيلو متراً. بدورنا قمنا بالاتصال أكثر من مرة وفي أوقات مختلفة، بمدير المياه في محافظة رابغ مرزوق الجهني، كما تم إرسال عدة رسائل ولم يتم التجاوب معنا حتى لحظة إعداد هذا التقرير.