المثل يقول «ضربتين في الراس توجع»، وهذا يعني أن أمانة جدة رأسها موجوع الآن بعد جريمتي قتل اقترفتها فتحات الصرف الصحي. ألقيت التهمة على «فتحات الصرف الصحي» حتى لا تتكلف أي جهة في إصدار بيان يبرئها من الإهمال، ولا ينشغل أحد بملاحقة الأشباح التي تترك فتحات الصرف الصحي مفتوحة أو تضع عليها أغطية رديئة لكي يسهل عليها ابتلاع الأبرياء. ما كاد الرأي العام يكفكف دموعه على ضحيتي فتحة الصرف الصحي بشارع التحلية بجدة حتى تجددت أحزانه -بعد شهر- إثر مقتل الضحية الثانية في فتحة صرف صحي أمام مدرسته. تُرى لو عوملت الحادثة الأولى بحزم، وأنجزت التحقيقات بسرعة، وشُهّر بالمخطئ وأعلن عقابه في جميع وسائل الإعلام، وأرسلت التعميمات بعقوبات مغلظة على المهملين، لو طُبّق كل ذلك هل ستتكرر المأساة؟! الإهمال علاجه العقاب، والاستهتار بأرواح الناس أبشع أنواع الإهمال ولذلك عقابه يجب أن يكون سريعاً ورادعاً كي يحسب الآخرون ألف حساب لاحتياطات السلامة في كل مكان عام وخاص. أمانة جدة وغيرها من الأمانات مطالبة بحملة رقابية عاجلة على شوارع ومحلات المدن، وبالإعلان عن تغليظ العقوبات على المهملين، والتشهير بهم وبجرائمهم حتى تنتهي سلسلة المآسي و «المخازي» التي يقذف بها الإعلام كل صباح.