الوحوش يعيشون في كل المجتمعات؛ لا يوقفهم ضمير ولا توقظهم إنسانية عن ارتكاب جرائمهم. وحده الخوف من العقوبات المغلظة يجعلهم يفكرون ألف مرة عندما يعرفون شكل العقوبة وحجمها ومدتها مسبقا. وحشنا هذا مغتصب القاصرات لا يعرف عقوبته ولا نحن كذلك؛ لذلك تجرأ وتمادى ولم تأخذه رحمة أو شفقة بضحاياه الصغار الأبرياء. إن القوانين الواضحة والصارمة في رأيي هي أول الحلول للحد من الجرائم وليست العقوبات اللاحقة عن طريق تجميع 13 جريمة بشعة والخروج بحكم عادل بعد فوات الأوان. ماذا لو عرف الجاني أنه يستحق القتل لو كرر الجريمة مرتين فقط؛ أو السجن عشرين عاما على سبيل المثال لو فعلها مرة واحدة فقط! هل كان سيقدم بكل سهولة واستهتار على فعلته الشنيعة كما شاهدناه في مقاطع كاميرات المراقبة وهو يصطحب الأطفال بدم بارد خارجا من المجمعات التجارية والمراكز الصحية. الحقيقة المؤلمة أن الضحايا قد يكونون أكثر من ذلك الرقم بكثير؛ وأن هذا الوحش قد يكون مجرد مثال واحد على فصيلته التي مازالت تهيم في الشوارع والأسواق. كفانا اتكالا على حسن النية والأخلاق والوازع الديني. كفانا تغنيا بنظرية المجتمع المحافظ. دعونا نطلب من العلماء الأفاضل وأهل القانون والاختصاص أن يدرسوا كتابة قانون مدني مستمد من الشريعة يكون خاصا بهذا الموضوع وما شابهه؛ فالعلاج الاجتماعي والأخلاقي والتربوي لهذه الظاهرة الخطيرة قد يطول ويتشعب.