لم يمض على حصول نجم خط الهجوم في المنتخب العراقي في «خليجي 22» جستين ميرام المحترف منذ عام 2011 في صفوف فريق كولمبوس كرو الأمريكي ضمن دوري المحترفين هناك؛ على الجنسية العراقية من جديد أكثر من 7 أشهر بعد تدخل من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في سابقة تاريخية ليصبح أول لاعب يحمل الجنسية الأمريكية يمثل المنتخب العراقي ويلعب في دورات الخليج، وذلك بعد أن فقد والداه جميع أوراقه الثبوتية في مسقط رأسه مدينة الموصل التي تشهد صراعاً جعل الوصول إلى إثباتاته أمراً مستحيلاً في الوقت الحالي. وبين العيش في منطقة صراع بمدينته الموصل وهموم هجرة عائلته من موطنه العراق، إلى معاناته مغترباً في الولاياتالمتحدةالأمريكية وحصوله بعد ذلك على الجنسية الأمريكية وعودته مجدداً إلى وطنه للبحث عن هويته المفقودة ..تتلخص قصة مهاجم المنتخب العراقي ونجمه في «خليجي 22» جستين ميرام أو (حسين حكمت عزيز) حسب ما تشير أوراق والديه العراقيين. وتدخل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أخيراً لتحقيق حلم ميرام بتمثيل منتخب بلاده العراق ومنحه كامل الأوراق الثبوتية والجواز العراقي الذي يعطيه الحق بالمشاركة رسمياً مع منتخب بلاده في جميع البطولات، وذلك بعد استحالة استعادة أوراقه الثبوتية من مسقط رأسه مدينة الموصل. وجاء تدخل رئيس الوزراء العراقي لحل هذه القضية الشائكة التي أشغلت الشارع العراقي بعد أن رفض جستين ميرام تمثيل المنتخب الأمريكي وإعلانه رغبته بتمثيل منتخب بلاده والعودة مجدداً للعراق الذي غادره مع والديه مهاجراً إلى بلاد العم سام. وعلى الرغم من صعوبة الحصول على الجنسية العراقية وإجراءاتها المعقدة إلا أن جستين ميرام حقق حلمه بجهود مضاعفة من قبل مدير الجنسية ووزير الشباب والرياضة العراقي عبد رب الحسين عبطان والمدير الإداري للمنتخب العراقي باسل كوركيس، وبأوراق ثبوتية كتبت بخط اليد لتكمل مديرية الجنسية العامة هوية الأحوال المدنية الخاصة باللاعب العراقي المغترب جستين ميرام. ويعتبر جستين ميرام أول لاعب يحمل الجنسية الأمريكية في تاريخ دورات الخليج، حيث ولد لأبوين عراقيين في ولاية ميتشيجان الأمريكية في 4 ديسمبر من عام 1988 قبل أن يحصل في العاشر من شهر مايو من العام الحالي على الجنسية العراقية لكي يتسنى له تمثيل منتخب بلاده رغم العروض الكبيرة التي وصلته لتمثيل المنتخبات الأمريكية. ويؤكد ميرام : «عمري الآن 26 عاماً، ولم يسبق لي تمثيل أي منتخب أمريكي، وقد انتقلت من فريق الجامعة إلى الدوري الأمريكي الممتاز عام 2011 إلى جانب لاعبين كبار بحجم الفرنسي هنري والإنجليزي بيكهام وحالياً بفريقي يوجد أكثر من لاعب دولي بمنتخب كوستاريكاوأمريكا وترينيداد وتوباغو، وأطمح بأن أكون اللاعب الدولي الآخر من المنتخب العراقي». وعن قضية حصوله على الجنسية العراقية، قال: « القضية تطلبت من المسؤولين تكثيف الجهود والاتصال برئيس الوزراء حيدر العبادي من أجل إنهاء إصدار الهوية ليتسنى لي تمثيل المنتخبات الوطنية في المحافل الخارجية»، مشيداً بجهود المدير الإداري باسل كوركيس لحصوله على الوثائق الرسمية لأبويه وإيصالها إلى المسؤولين». وسطع نجم ميرام في الدوري الأمريكي للمحترفين كأول لاعب عراقي مغترب، وهو من أصول عراقية ولكنه ولد مغترباً في أمريكا، إلا أن الحنين والشوق ظلا يراودانه باللعب لمنتخب العراق لكرة القدم، واستطاع ميرام أن يلفت أنظار المدرب حكيم شاكر بعد المستويات الكبيرة التي قدمها اللاعب مع فريقه كولومبوس بالدوري الأمريكي، وتأمل الجماهير العراقية أن يعوض ميرام غياب نجمهم الكبير يونس محمود الذي غيبته الإصابة عن هذه البطولة. ويتحدث ميرام عن بداياته، قائلاً: « بدأت لعب كرة القدم وأنا في الخامسة من العمر، وكالعادة بدأت اللعب بالمدارس الكروية في الولاياتالمتحدة، ومن ثم لعبت لفريق كلية يافابي، وبعدها انتقلت للعب بصفوف جامعة ميتشيغان، وفي عام 2011 لعبت لأول مرة بدوري المحترفين الأمريكي لكرة القدم عبر بوابة فريق كولمبوس كرو والذي تعاقد معي لمدة 3 سنوات وسينتهي عقدي معهم نهاية الموسم الحالي». ولم يخف ميرام رغبته القوية بالاحتراف في أوروبا رغم عشقه اللعب في أمريكا بسبب استقراره هناك. وعن تمثيل منتخب بلاده، قال: « إنه فخر لي ولعائلتي أن ألعب لمنتخب العراق، لقد كان حلماً مؤجلاً بالنسبة لي، وفي كل مرة كنت أنتظر أن تأتي الفرصة لكي أنضم لمنتخب العراق، ولكن القدر لم يشأ، كان شعوراً مغموراً بالفرح والدهشة عندما حضر إلى أمريكا مدير منتخب العراق باسل كوركيس لمتابعتي وإكمال أوراقي الأصولية تمهيداً لضمي للمنتخب الذي طالما حلمت أن أرتدي قميصه بالمحافل الدولية والقارية». من جهته، يقول الصحفي العراقي حسن عيال ل «الشرق» إن قصة جستين ميرام ذات جوانب إنسانية حيث نجحت المساعي من قبل وزراة الشباب والرياضة ووزارة الخارجية في تحقيق حلم هذا الشاب العراقي الذي رفض اللعب مع المنتخب الأمريكي واختار تمثيل منتخب بلاده.