قبل إكمال أسبوع على جريمة الإرهاب؛ وضع الأمن السعودي يده على رؤوس العملية الجبانة ببراعة. ولم يكد المتورّطون يلتقطون أنفاسهم بعد لهاث الهروب حتى وجدوا أنفسهم مخنوقين بجسارة أمنية قياسية؛ وضعت القيود في أيدي 33 متورّطاً محسوباً على ما حدث في قرية الدالوة. ويكشف تسلسل الأحداث المتلاحقة، طيلة الأيام الستة الماضية، عن نشاط استخباريّ محترَف، توزّعت تفاصيله على خارطة الوطن، معتمدةً على شبكة أمنية دقيقة، تُجيد التعامل مع المعلومات، وفرزها، ومن ثمّ القبض على المشتبه بهم، في سياق عمليات متعددة الأطراف. وإلى جانب النجاح الأمني الميداني؛ برعت وزارة الداخلية في تعاطيها مع الجانب المعلوماتي الإعلامي، فأعلنت بعد الساعات الأولى من الهجوم الإرهابي عن حصيلتها الأولية في الإيقاع بالمتهمين، التي بلغت 9 أشخاص، ارتفع عددهم إلى 15 شخصاً بعد الإعلان الأول بساعات. ثم تلاحقت التصريحات الأمنية ليتزايد عدد المقبوض عليهم، ويصل حتى نهار أمس إلى 33. وتؤكد الإجراءات والمبادرات المتزامنة التي قدمها وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وأمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف.. تؤكد تكامل الإجراءات الأمنية والإدارية المحلية في تطويق تداعيات الحدث، ليجد المنكوبون في محافظة الأحساء أنفسهم في حضن الوطن من أقصاه إلى أقصاه. ارتفع عدد المقبوض عليهم بتهمة صلتهم بالحادثة الإرهابية التي وقعت في قرية الدالوة بالأحساء الإثنين الماضي إلى 33 شخصاً، بحسب المتحدث الأمني اللواء منصور التركي. وقال اللواء التركي ل «الشرق» أمس إن العمل الأمني لا يزال جارياً وإن وزارة الداخلية ستوضح ما سيتم التوصل إليه من حقائق بعد أن تستكمل عملها القائم وإجراءات التحقيق مع المقبوض عليهم. وزاد التركي قائلاً إن المقبوض عليهم إما أشخاص على صلة مباشرة بالحادثة أو أشخاص يُشتبَه في أن لهم صلة بها. في سياقٍ متصل، توقعت مصادر تتابع الملف ارتفاع عدد المقبوض عليهم خلال الأيام القليلة المقبلة. وذكرت المصادر نفسها أن «الداخلية تتعاطى مع الحادثة بأسلوب يشير إلى وعي الوزارة بتحركات المتطرفين والأساليب التي يتَّبعونها». من جهته، قال أستاذ الفقه المساعد في كلية الملك فهد الأمنية، الدكتور إبراهيم بن عبدالله الزهراني، إن للحادثة علاقة بما يجري في المنطقة من أحداث. ودعا الزهراني إلى النظر للحادثة في إطار ما تمر به دول المنطقة من أحداث، مرجحاً أن يكون من بين أهداف المنفذين الضغط على المملكة لتغيير مواقفها الخارجية من بعض الأحداث. وأضاف «قراءة الحادثة في سياق ما يجري حولنا تجعلنا نقتنع بأن وراءها طرفاً خارجياً متربصاً يحاول ابتزاز الدولة».