مرة تلو المرة، تثبت بلادنا متانة وحدتها وصلابة أمنها، لأنها وحدة تأسست على تقوى من الله ورضوان فحق لها أن تدوم. ومرة أخرى تفوِّت على أعداء الدين والوطن فرصة إشعال الفتنة والنيل من استقرارنا وأمننا. وجدير بالمتربصين أن يعوا أن بلاداً تحكِّم كتاب الله -سبحانه وتعالى- وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، ودعم ومؤازرة سمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبد العزيز، وولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز -حفظهم الله-، ستبقى بإذن الله محروسة من الفتن ولو كره الحاقدون. إن الاعتداء الآثم الذي وقع في مدينة الأحساء مؤخراً استهدف إلحاق الشر بالأمة، لأنه استهدف زرع الفتنة في قِبلة المسلمين ومهبط الوحي، لذلك أجمعت الأمة على إنكاره، وأجمع علماء الأمة على أن أي محاولة للنيل من وحدة هذه البلاد وأمنها جرم وعدوان يجب إنكاره ورفضه والبراءة منه، فأمن بلاد الحرمين واجب شرعي لا يعبث به إلا جاهل بحق ربه، وحاقد على هذا الدين وأهله، فجميع الحجج تتهاوى أمام الرأي الشرعي الصحيح المستند إلى الكتاب والسنة. لقد نشأ على أرض هذه البلاد مشروع وحدة فريد في العصر الحديث تحت مسمى المملكة العربية السعودية، جمع الله به الكلمة وأمن به الأوطان، وسخر الله لنا قيادة رشيدة، وأوجدت نموذجاً للتآلف بين مجتمعاتها استعصى على احتضان الفتن. ولكن مكانة المملكة كونها معقل الإسلام وقبلة المسلمين، جعلتها هدفاً لأعداء الملة، فكانت بعون الله وتوفيقه متينة أمام خبث نياتهم. إننا ونحن نعيش الأمن والاستقرار نتذكر جهود أبطال الأمن، الذين قدموا أروع الأمثلة للتضحية، وأثبتوا أن أبناء هذا الوطن يقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل الله للحفاظ على أمن وطنهم وعزته، وها هم يحققون إنجازاً أمنياً فريداً، يؤكدون من خلاله تميز المنظومة الأمنية في المملكة، ويقطعون الطريق على من يريد استغلال هذه الحادثة للنيل من وحدة الوطن، فاكتسبوا بتضحياتهم مكانة رفيعة في قلوب جميع المواطنين الذين تلهج ألسنتهم بالدعاء بالرحمة لهم وبالعون والتوفيق لزملائهم. كما أن ردة فعل المجتمع السعودي، ووقوف أبناء الوطن بكل شرائحهم لإدانة الجريمة، ونشرهم خطاب المحبة والوحدة، تؤكد أن أمن الوطن وسلامته أمر غير قابل للمساومة، وتبين قوة المجتمع أمام الإرهاب وحرصه على صيانة الهوية الوطنية. حفظ الله المملكة وقيادتها وشعبها من كل سوء ومكروه، ورد كيد من يتربص بها إلى نحره، وأعاذها الله من الفتن والشرور، إنه وكيل ذلك والقادر عليه.