وفقاً لدراسة أجرتها الأستاذة ناتالي ساكس – أريكسون، في جامعة فلوريدا، على العنف اللفظي، وجدت أن الناس الذين تعرضوا لأي نوع من أنواع السباب خلال طفولتهم لديهم أعراض الاكتئاب والقلق أكثر من 1.6 ضعف من أولئك الذين لم يتعرضوا للسباب، ويتضاعف احتمال معاناتهم من اضطرابات القلق أو المزاج أكثر في حياتهم. وفي دراسة أخرى في جامعة نيو هامبشير، في أمريكا شملت أكثر من 3000 أسرة اتضح أن 63% من الآباء أفادوا بحدوث واحدة أو أكثر من حالات العدوان اللفظي تجاه الأطفال في منازلهم. يختلف جداً ويتنوع العنف اللفظي الممارس على الأطفال بين السخرية والتهكم ومقارنة الطفل بنماذج مختلفة من الأطفال بل وأحياناً يسوق الجهل بِمعنف الطفل لمقارنته بالكبار ونجاحاتهم، ويمارس العنف اللفظي بالسخرية والتهكم ولوم الطفل على ما يقع فيه من الأخطاء وتهديده المستمر لفظياً بالضرب أو الحرمان والحبس حتى وإن لم يتبعه تطبيق هذه التهديدات فإنها تشكل خطراً شديداً على الطفل، ومع الأسف يتعاون الأهل كثيراً بهذا الأمر خصوصاً وأنهم يعتقدون أن التهديد لا يؤثر على أطفالهم لأنه يقتصر فقط على تهديدهم! العنف اللفظي الذي يُمارس على الأطفال في مجتمعنا لم يعد يقتصر على ألسنة الأهل والمربين فقط، بل توسع لدينا ليشمل المعلم الذي تكون أذيتهُ وعنفه أشد قسوة لأنه يحرج الطفل أمام أقرانه التلاميذ، ويزيد من أثره العميق في نفس الطفل. العنف اللفظي ينهش أرواح الأطفال من الداخل ويصعب التنبؤ بأن هذا الطفل يتعرض للعنف اللفظي، لأن آثاره ليست واضحة ولا موسومة مقارنة بالعنف الجسدي، العنف اللفظي يذيب من ثقة الطفل بنفسه، ويجعل منه طفلاً كئيباً وحزيناً دون سبب مباشر إنما هو تراكم عنف لفظي ظل هماً وألماً يتحمله الطفل ويحبسه بداخله، وبعضهم الآخر يفسر ذلك بسلوكه العدواني وصراخه المستمر ويكون لذلك عمق واضح لأثر ذلك العنف على نفسيته وبنائه.