بعد نحو 4 أشهر من إيقاف النادي الأدبي في الرياض، «الملتقى الثقافي»، الذي يشرف عليه الناقد الدكتور سعد البازعي، عاد الملتقى مساء أمس الأول للانعقاد مجدداً، ولكن في جمعية الثقافة والفنون بالرياض، التي قررت استضافته في مقرها بحي المعذر وسط العاصمة، «دون قيد أو شرط». وكان النادي الأدبي بالرياض قد أوقف الملتقى، بحجة «الاختلاط» بين الجنسين، بعد مرور قرابة 9 أشهر من انعقاده، عاش فيه رواد الملتقى مناقشات ثقافية وحوارات، شهدت إقبالاً من الجنسين. واستهل البازعي، وهو عضو مجلس الشورى، الموسم الثاني من ملتقاه الثقافي، بالحديث عن الكاتبة مي زيادة. وقال البازعي، في تصريح ل «الشرق»، إن الملتقى سينعقد بنفس ما كان يعقد في النادي الأدبي بالرياض، وسيتطرق لمواضيع ثقافية مهمة، بدءاً من الكاتبة مي زيادة، مضيفاً أن البرنامج يضعه المشرفون على الملتقى، مقدماً شكره لجمعية الثقافة والفنون، على استضافتها الملتقى وتخصيصها مكانا لعقده، لافتاً إلى أن الجمعية «لم تفرض علينا شروطاً أو قيوداً لعقد الملتقى». وشدد على أن الملتقى يهتم بالمرأة وتمكينها وإبراز دورها ومكانتها، لكنه ليس الموضوع الوحيد، بل إن هناك مواضيع أخرى. وقال: الملتقى لن يكون حكراً على مجموعة معينة، وقد يتحول إلى ورش عمل للكتابة، موضحاً أنه سيستضيف متحدثين، وسيقدم أطروحات فكرية وثقافية عامة، داعياً الأدباء والمثقفين للحضور والمناقشة. واستطرد البازعي في حديثه ل»الشرق»: كل لقاء، سيستمر لساعتين، تخصص الساعة الأولى لأطروحة فكرية أو نقدية في موضوع يختاره المتحدث (15 إلى 20 دقيقة)، وتخصص لحوار حول الأطروحة، بينما ستكون الساعة الثانية مخصصة لحوار مفتوح، وأسئلة يطرحها المشاركون، قد تكون امتداداً لما طرح في الساعة الأولى، أو حول مسائل أخرى يقترحها المشاركون. ويحاول المشرفون على الملتقى أن يكون الملتقى منبراً يجري فيه تبادل الرأي والتفكير ضمن أطر معرفية منضبطة من حيث التنظيم والتوجه المنهجي، فالحوار فيه مفتوح للجميع، لكن ضمن ضوابط الحوار، سواء الموضوعية أو الزمنية. وكما أن الحوار مفتوح، فإن المشاركة في طرح القضايا مفتوحة أيضاً ضمن الأطر المشار إليها. وقدم البازعي في بداية فعاليات الملتقى، بجمعية الثقافة والفنون، ورقة بعنوان «مي زيادة رائدة النسوية»، استعرض فيها حياة زيادة، موضحاً أن اسمها الحقيقي ماري، وهي أديبة لبنانية الأب فلسطينية الأم، بدأت إبداعها بمقالة نشرتها وهي في ال16 من عمرها. وقال إنها كانت مهتمة بالنسوية من جانب ثقافي أدبي، وإن لم تكن الأولى، لكن إنتاجها فاق من سبقها، فقد أصدرت كتابين عن امرأتين هما عائشة التيمورية، وملك ناصف، المعروفة ب»باحثة البادية»، مضيفاً أنه لولا جهود مي لما عرف جهد هاتين المرأتين في مجال النسائيات. وأوضح أن مي كتبت قصصا بعناوين اجتماعية، إلا أن اهتمامها كان بالنسوية من سياق اجتماعي. وقال إنها كانت في رسائلها الخاصة أستاذة في الكتابة الإبداعية، وأن أعمالها تنوعت وكتبت شعراً بالفرنسية عبر «أزهار السعادة». وأشار البازعي إلى أن مي عانت في أواخر حياتها من وفاة والديها وجبران خليل جبران، مما أصابها بكآبة وحزن، لافتاً إلى أن كآبتها قد تكون من بواعث فنية رومنسية.