انقلاب الأوضاع وتشويش الأصل، صور مزيفة وملونة، انعكست الاتجاهات وتحوّلت الحقائق، زمن مقلوب هو الذي نعيشه الآن. تعثرت خطوات العادات والتقاليد ولم تعد تقوى على مواصلة المسير في الزحام، تشابك الصور بطريقة متناقضة، الغالبية من المجتمعات وخاصة العربية تتمسك بعاداتها وتقاليدها وتعتز بها، حتى وإن كانت لا تعني شيئاً للمجتمعات الأخرى ولكن متى يكون ذلك عندما تكون تلك العادات هي التي نشأ واعتاد عليها أبناؤنا وأجدادنا ليست بتلك الأمور الدخيلة التي شوّهت مجتمعنا وقلبت الصورة والهيئة الحقيقية لها، فإن التطور الحاصل من حيث انفتاح العالم على بعضه بعضاً لايمكن أن يغير أو يقلب تلك الصور الجميلة التي ورثها الآباء عن الأجداد ولكن مع الأسف أصبحنا نأخذ من تلك العادات الأصيلة الشيء الذي يروق لنا وننتقد ونرفض الأشياء التي لاتستهوينا، أذكر مثالاً على ذلك المرأة لها حقوق كثيرة في المجتمع وعليها واجبات، لذلك يجب أن تضع أمامها تقاليد وفكر هذا المجتمع لتأخذ حقها وتمارسه بكل حرية ودون قيود، المرأة عنصر مهم وتساهم في التقدم والانفتاح عند تمسكها بعاداتها الصحيحة، ولكن عند ظهور أشباه المثقفين الذين خرجوا من جحورهم وبدأوا يشوهون مظاهر التقاليد والعادات الإسلامية إلى ما يخدم أهدافهم ومتطلباتهم ونياتهم الخبيثة، وقلبهم صور الانفتاح المحمود والإيجابي الذي هو مواكبة أنواع التقدم بشرط التمسك بأصالتنا وأصالة المجتمع المحافظ من قيم وعادات وتقاليد، بما لا يسيء للمرأة. هؤلاء هدفهم الحقيقي كان تخلي المرأة عن المبادئ والقيم الإسلامية وانسلاخها من ثياب الستر إلى ثياب أخرى دخيلة شاذة تحمل سلوكيات سلبية، هنا فعلاً تصبح الصورة مقلوبة، ولذا يجب علينا فتح باب الحوار والنقاش المنطقي للتصدي لهؤلاء وإضعاف تأثيرهم على قلب تلك الحقائق وتشويه كل ماهو جميل وأصيل.