بحثت الولاياتالمتحدة أمس مع عدد من حلفائها كيفية مواجهة فكر تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» على كافة الصعد المحلية والإقليمية والدولية، وفضح ما تعتبره واشنطن تشويها لصورة الإسلام الصحيح، بهدف منع انخراط الشباب في هذا التنظيم. وركز الاجتماع الذي عقد في الكويت وحضره إلى جانب الولاياتالمتحدة ممثلون عن دول مجلس التعاون الخليجي والعراق والأردن ومصر ولبنان وفرنسا وبريطانيا وتركيا، على السبل العملية لمواجهة أيديولوجية هذا التنظيم وتضييق السبل عليه لاسيما في الفضاء الإلكتروني. وقال مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص بشؤون التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الجنرال جون ألن خلال المؤتمر، إن وكلاء هذا التنظيم العاملين عبر شبكة الإنترنت «يقدمون أنفسهم على أنهم ممثلون حقيقيون ومنتصرون للإسلام. أعتقد أن كل دولة شريكة في التحالف لديها دور فريد وحيوي في هدم تلك الصورة بما يتماشى مع ثقافتها ودينها وأعرافها المحلية». وأضاف «يجب علينا العمل مع رجال الدين وعلمائه والمعلمين والآباء لنحكي للعالم كيف نحتفي بالإسلام، حتى حين نظهر للعالم كله كيف يقوم تنظيم داعش بتشويه هذا الدين»، مشيرا إلى التنظيم بالاسم المختصر الذي كان يشير إلى اسمه السابق (الدولة الإسلامية في العراق والشام). وأكد أهمية أن تنبع أي خطوات في سبيل محاربة هذا الفكر من داخل الدول الإسلامية ذاتها وليس من خارجها، «فلا تستطيع قوة خارجية أن تغير العقول والقلوب في الأوطان.» وقال إن الولاياتالمتحدة شريك بناء وملتزم بتلك الجهود. وحث المبعوث الأمريكي الدول المشاركة في الاجتماع بقوة على صياغة خطط عمل تقضي على آلة تنظيم «داعش» الإعلامية في الصحف والفضاء الإلكتروني «بشكل مباشر وسريع». وقال إن ردود أفعالنا يجب أن «تتسم بالخفة والمرونة وأن تصاغ بشكل يواكب سرعة الأحداث على أرض المعركة، وكذلك في المجالات السياسية والاجتماعية التي يتحدى فيها تنظيم داعش أعضاء التحالف». وأضاف «يجب على خططنا أن تمكن من هم أكثر تأثيرا في مجتمعاتنا ليتحدثوا عن حقيقة جهود داعش في القضاء على السلم والاستقرار، في نفس الوقت الذي يروون فيه قصة كفاح الدين الطويل في تحرير نفسه من التطرف».