اشتبكت عناصر الأمن الإسرائيلية مع شبان فلسطينيين في المدينة القديمة بالقدس أمس الجمعة وسط تصاعدٍ لتوترات أبرزت الانقسامات العميقة في الجزء الذي تحتله إسرائيل من المدينة. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن اشتباكات اندلعت بين قوات الأمن ورماة الحجارة الفلسطينيين في حي وادي الجوز حيث تم اعتقال 3 فلسطينيين. وانتشرت القوات الإسرائيلية بكثافة في المدينة وحولها منذ الساعات الأولى من صباح الجمعة، وفرضت قيوداً تتعلق بالسن على الدخول إلى المسجد الأقصى حيث سُمِحَ فحسب للرجال من سن 40 عاماً فما فوق وللنساء من جميع الأعمار بالصلاة فيه. وفي غزة، تحدث القيادي في حركة حماس، إسماعيل هنية، أمس عن «مخطط صهيوني رسمي معتمد من الحكومة الإسرائيلية للسيطرة والاستيلاء على المسجد الأقصى»، متهماً المستوطنين بالمشاركة في تنفيذ هذا المخطط. وقال هنية، الذي ترأس حكومة في القطاع لسنوات، إن الخطة أبعد من قضية التقسيم الزماني والمكاني «فهم في قرارة أنفسهم يعملون على هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل». واحتلت إسرائيل القدسالشرقية وقطاع غزة والضفة الغربية في حرب عام 1967، وضمت المدينة بعد ذلك بوقت قصير وأقرت قانوناً في عام 1980 يعلن القدس بالكامل عاصمة لها في خطوة لم تلقَ اعترافاً دولياً. في سياقٍ متصل، طالب المندوب الإسرائيلي الدائم لدى الأممالمتحدة، رون بروس أور، مجلس الأمن الدولي بإدانة اعتداء الدعس الذي وقع في القدس الأربعاء الماضي. واتهم السفير الإسرائيلي الفلسطينيين بأنهم يستهدفون إسرائيل «سواءً بالكراهية الكلامية أو بالبنادق والصواريخ» حسبما نقلت عنه الإذاعة الإسرائيلية أمس الجمعة. كان شاب فلسطيني اقتحم الأربعاء بسيارته محطة للترام في القدس ما أسفر عن قتل طفلة وإصابة 8 أشخاص آخرين، وأطلقت الشرطة الإسرائيلية النار على الشاب الفلسطيني الذي توفي لاحقاً متأثراً بجراحه.